21-08-2023 10:33 AM
بقلم : سهير بشناق
نكبر بالعمر تلك حقيقة لا يمكننا سوى تقبلها بالحياة ولكن ليست سنوات العمر هي وحدها التي تجعلنا نشعر بأننا كبرنا حقا.
نكبر في كل مرة نفقد بها دهشة العمر ويصبح «المستحيل» «ممكنا» والحب محطات عابرة نمر به مرات ولا نعود نتذكر منه سوى رائحة البدايات وعبقها.
نكبر عندما نرى الحياة مجرد أيام وتمضي ونتعامل مع الأعوام مجرد أرقام ما تلبث أن تبدأ لتنتهي لا شيء بها يستوقفنا ويثير شغفنا لانتظار بدايتها.
نكبر أمام كل وجع لخسارات من نحب ولا يدفعنا ذاك الوجع لوقف تلك الخسارات وكأننا نراقب غيابهم من بعيد ونمضي ونحن نحترق.
نكبر في كل مرة لا نجد بها من يحتوينا ومن يمنح قلوبنا حبا غير مشروط فكل ما حولنا أصبح له ثمنا كي نسعد به مرة علينا أن نقدم مقابل مرات ومرات.
نكبر في كل مرة نبحث عن أنفسنا بآخرين أحببناهم نتظر منهم أن يكونوا مرفأ آمان ترسوا سفن قلوبنا معهم وبهم ولكنهم لن يكونوا سوى وجع آخر ولن يكون انتظارنا سوى خيبة اخرى من خيبات العمر.
نكبر في كل مرة نشعر بها بالضعف والاحتياج والغربة ونحتاج بأن نعيد تقديم أنفسنا من جديد كي نحظى بلحظات اهتمام وحب واحتواء نحن نحتاجها ممن نحب.
نحن لا نكبر بسنوات العمر فتلك قد تنال من أجسادنا قليلا ولكننا نكبر بأرواحنا عندما نتوقف عن الانتظار وعن الحب وعن الاهتمام وتسود اللامبالاة مشاعرنا ونحاول أقناع أنفسنا بان كل ما حولنا بات «عاديا» وممكنا.
تمضي سنوات العمر ولا عام يعود ولو لمرة واحدة فقط ولا نحن قادرون على إيقاف شيخوخة القلب والروح التي تأتي أحيانا قبل أوانها فقط لأننا لم نعد قادرين أن نحيا اللحظات كما هي دون أن نستعيد وجعنا وخيباتنا وتوقعاتنا فتصبح تلك اللحظات هي محطات نكبر فيها كل يوم دونما أن ندرك ذلك.
كيف كبرت أرواحنا.. لربما بغياب وبوحدة القلب ولحظات احتياج وانتطار لا يتحقق بلقاء
ولربما لأننا ما نزال نصدق أن الحب لا يزال حيا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-08-2023 10:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |