23-08-2023 08:39 AM
بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
أصبح الاهتمام بالعنصر البشري (الطلبة) وإعدادهم وتأهيلهم؛ ليكونوا قادرين على المساهمة في العملية التنموية بأبعادها كافة: الاقتصادية؛ والسياسية؛ والاجتماعية؛ والثقافية، وغيرها، موضع اهتمام الدول ومؤسساتها التعليمية؛ لأن الأنسان المؤهل هو الذي يقرر التفاضل بين الأمم في ميادين التقدم؛ والرفعة؛ والرقي.
ونحن في الأردن، نتحدث منذ زمن بعيد، عن مواءمة مخرجات التعليم العالي مع متطلبات أسواق العمل المتغيرة، وضرورة الارتقاء بها لتلبي هذه الحاجات. وكثيراً ما كنا ندعو الى رفع سوية التعليم العالي، وتحسين جودته، وزيادة تنافسيته، لكننا، وللأسف، لم نفلح في بلوغ هذه الغاية. والآن جاءت الفرصة الملائمة خصوصاً بعد جملة الإصلاحات السياسية والتشريعية والإدارية التي تم اتخاذها مؤخراً، وكذلك التعديلات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لتطوير امتحان الثانوية العامة والمناهج الدراسية، واستحداث التفرعات المهنية المختلفة لتوائم متطلبات العمل في الأسواق الوطنية والإقليمية والعالمية. وهذا يدعونا للتساؤل مجددا: متى يصعد مسؤولونا في مجالس أمناء جامعاتنا الوطنية بقراراتهم ورؤيتهم الى مستوى الفهم العميق بهذا التحدي الهام الذي يواجهه قطاع التعليم العالي؛ وأعني هنا: عدم انسجام ومواءمة المخرجات التعليمية مع متطلبات هذه الأسواق؟
وإنني في الوقت الذي أقدر فيه جهود عدد من القائمين على مسيرة التعليم العالي ومؤسساته في بلدنا الغالي؛ إلا أنني أرى أن بعض جامعاتنا لم تبتعد عن النمطية والتقليدية في مناهجها وأساليب التدريس فيها وفي طرح التخصصات المطلوبة، في حين أن العالم سبقنا في إيجاد جامعات ريادية تبني وتصمم مناهجها وتخصصاتها لتخريج طلاباً قادرين على خلق فرص العمل في السوق، وهو التوجه الذي أدركته الدول المتقدمة حين اعتبرت عقدي السبعينيات والثمانينيات عقدي التوظيف، في حين أن عقد التسعينيات والألفية الثانية هما حقبة تغير سياسات التعليم العالي وخططه لتركز على مبادئ خلق فرص العمل وثقافة العمل الحرّ في بناء الأجيال القادمة... بمعنى أن لا تخرّج الجامعات طلبة يحملون شهادات ورقية؛ وإنما تُعدّ خريجاً يحمل مشروعاً يُسهم به في العملية التنموية في بلده.
نحتاج الى وضع المبادرات الملكية والأوراق النقاشية لجلالة الملك المتعلقة بمجال إصلاح التعليم وتحديثه ومخرجات لجان التطوير والتحديث الأخيرة، موضع التنفيذ والاهتمام، والى إعادة الهيبة الى سمعة التعليم العالي، بما يحقق النتاجات المرغوبة في التعليم العالي التي لا تواءم بين المخرجات ومتطلبات أسواق العمل فحسب؛ وإنما أيضاً تساهم في خلق فرص العمل.لتبقى جامعاتنا أنموذجا في الرقي والحداثة وإعداد الكفاءات المتميزة، ولتصل الى مستوى وطموح قيادتنا الهاشمية الحكيمة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-08-2023 08:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |