بقلم : أ.د. يحيا سلامه خريسات
أتفهم بأنك تقف على مفترق طرق، لذا حدد مسارك بنفسك، إختر الطريق الذي يضمن لك الاستمرار والنجاح والتفوق، أمامك خيارات كثيرة، معظمها لا تعي أهميتها لك وللمجتمع من حولك، تراقب عن كثب، تبحث عن قصص نجاح لتقلدها، أو تخصص يحقق لك الثقة بالنفس وأحيانا وضعا اجتماعيا، أبوك يريدك ان تصبح طبيبا أو مهندسا أو غيره، أمك ترى فيك أحلامها وتحاول تحقيقها، اخوك واختك وجميع من حولك يدلي لك النصائح ويوجهك والجميع لا يعلم سر نفسك وميولها وقدراتها.


حدد هدفك بناء على رغباتك وقدراتك وليس رغبات الآخرين وقدراتهم، لا تقلد من سبقك، لأنك لا تعلم مسار حياتهم وحقيقة أنفسهم وهل حققوا الرضى النفسي عن واقع الحال أم لا.

اختر تخصصك بعناية ولا تقلد ولا تحاول ان ترضي أحدا حتى ولو كانوا المقربين إليك، اجعل اختيارك سر نجاحك، وحقق غايتك ومبتغاك، ادرس ماتحب ان تدرسه وما ترى لنفسك النجاح فيه.


ليس شرطا أن يدرس جميع من حصل على معدل فوق ال ٩٥ الطب، وليس شرطا ان يدرس كل من حصل على معدل ٩٠ فما فوق الهندسة، قد يبدع المتفوق في مجالات أخرى تحبها نفسه وتتناسب مع قدراته ومهاراته.

اجعل الإبداع عنوانك وليس التقليد هدفا لك، اصنع لنفسك طريقا تحبها وتبدع بها.

غياب القدوات أحد أسبابه اختيار الطريق الخطأ، كم طالب هندسة تفاجأ بعد تخرجه بفرص العمل المتاحة في السوق مما اضطره لإعادة دراسة تخصص آخر في العلوم أو الآداب أو حتى الشريعة يحقق له فرصة عمل تعينه على كسب قوت يومه.

اجعل الإبداع طريقك واختر تخصصك الذي يناسب قدراتك ورغباتك وميولك، ركز وطور نفسك وانطلق في عالم الإبداع فلا مكان في المستقبل إلا للمبدعين الذين يحبون تخصصاتهم ويطورون ذاتهم بذاتهم ويواكبون كل جديد في تخصصاتهم.

أتمنى التوفيق للجميع وحسن اختيار التخصص لأن هذة المرحلة ستحدد جميع المراحل اللاحقة.