26-08-2023 08:14 AM
سرايا - فيما كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صمته أول من أمس بشأن تحطم الطائرة الذي قضى فيه قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين وأعضاء كبار آخرون في هذه المجموعة، انشغلت الولايات المتحدة بالتحدث عن عدة فرضيات وراء تحطمها، رغم أنها نأت بنفسها عن أي تورط باستهداف طائرة بريغوجين.
بوتين الذي قدم تعازيه لعائلته بريغوجين وعائلات الضحايا، وقال خلال لقاء مع رئيس دونيتسك الموالي لموسكو دينيس بوشيلين أول من أمس إنه عرف بريغوجين منذ حقبة التسعينيات، وكان شخصا "موهوبا" وليس في روسيا فقط، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس الروسي أن قدَر بريغوجين "كان معقدا، وله أخطاء كثيرة في حياته" لكنه أضاف أنه حقق نتائج مهمة.
وأشاد بوتين بما وصفها بالمساهمة الكبيرة التي قدمتها مجموعة فاغنر في "الحرب ضد النازية في أوكرانيا" وقال إن روسيا لن تنسى ذلك أبدا.
وفي ما يتعلق بسبب تحطم الطائرة، قال الرئيس الروسي "سننتظر ما تؤول إليه التحقيقات".
وصرح بوتين بأن بريغوجين عاد إلى البلاد من أفريقيا الأربعاء الماضي وعقد اجتماعات مهمة في موسكو مع المسؤولين قبل تحطم طائرته.
وكان الرئيس الروسي قد واجه، في حزيران (يونيو) الماضي، أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمردا مسلحا.
وفي وقت لاحق من أمس أصدر بوتين، مرسوماً يقضي بإلزام عناصر المجموعات المسلحة بأداء القسم العسكري.
ووقّع بوتين أمس المرسوم الذي من شأنه إلزام عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء القسم العسكري مثلما يفعل جنود الجيش.
وبموجب نصّ المرسوم الذي نشره الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، بات لزاما على هؤلاء العناصر التعهد بـ"الإخلاص" و"الوفاء" لروسيا، و"الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)".
ويأتي هذا المرسوم بعد شهرين من تمرد فاغنر بقيادة بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية.
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي أن فاغنر موجودة باعتبارها مجموعة قدمت "إسهاما كبيرا" للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأشاد "ببطولة" مقاتليها.
وكان فيلق روسي متمرد يدعى "فيلق الحرية" مجموعة فاغنر إلى شن عملية عسكرية مشتركة داخل روسيا "ثأرا" لزعيمها بريغوجين، في وقت نفى الكرملين أن يكون أمر باغتيال بريغوجين.
وفي كلمة مصورة بثت مساء أول من أمس الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي، حث قائد "فيلق حرية روسيا" دنيس كابوستين مقاتلي فاغنر على تكرار التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين.
وقال كابوستين "أنتم الآن أمام خيار مصيري، يمكنكم الوقوف في حظيرة وزارة الدفاع الروسية والعمل ككلاب حراسة لقتلة قادتكم أو الثأر لهم".
وأضاف "إذا أردتم الثأر عليكم الانتقال إلى جانب أوكرانيا".
وتابع "دعونا ننهي مفرمة اللحم الدموية للعملية العسكرية الخاصة"، مستخدما الوصف الذي تطلقه موسكو على الحرب التي تشنها أوكرانيا.
كما قال قائد المجموعة الروسية المتمردة في المقطع المصور "بعدها سنزحف إلى موسكو، وهذه المرة لن نتوقف على بعد 200 كيلومتر من الطريق الدائري لموسكو، وإنما سنواصل حتى النهاية".
وكانت بعض القنوات المرتبطة بفاغنر قد عزت مقتل بريغوجين، مشيرة إلى "خيانة" داخل روسيا، وتحدث ناشطون عن مراسلات بين عناصر من المجموعة تحرض على الانتقام لقائد المجموعة.
في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس أن يكون الرئيس فلاديمير بوتين قد التقى بريغوجين في الكرملين مؤخرا.
ورفض بيسكوف في بيان التعليق على أي شيء بشأن مستقبل مجموعة فاغنر، معتبرا أن هذه المؤسسة غير موجودة قانونيا.
وقال إن "الادعاءات" الغربية بشأن إمكانية وقوف الكرملين وراء مقتل بريغوجين كذبة مطلقة.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن النتائج الرسمية للتحقيق في قضية تحطم الطائرة سيتم نشرها بعد تحديد الحقائق المتعلقة بالحادث.
من جانبه، وصف سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي لمّح فيها إلى وقوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وراء تحطم طائرة قائد فاغنر بغير المقبولة.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة "فونتانكا" الروسية باستحالة التعرف بصريا على جثث ركاب الطائرة التي كانت تقل رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين ونائبه ديمتري أوتكين وقادة آخرين بالمجموعة، على بعد 350 كيلومترا شمال موسكو عندما كانت في طريقها إلى مدينة سان بطرسبورغ.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع أن الجثث تعرضت لأضرار بالغة ولا يمكن التعرف عليها بصريا، مشيرة إلى أن مهمة تحديد هويات الضحايا سيتولاها خبراء البحث الجنائي والطب الجيني.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف ليس لها علاقة بالحادث، وقال "أعتقد أن الجميع يعرف من يهمه الأمر" في إشارة على ما يبدو إلى نظيره الروسي".
وقال زيلينسكي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء النرويج جوناس جار ستير بالعاصمة كييف- إن أخطر شيء بعد مقتل بريغوجين هو وجود 20 ألفا من مقاتلي فاغنر خارج السيطرة، وقد يشكلون خطرا على أوكرانيا أو بيلاروسيا أو بولندا وحتى على روسيا، حسب تعبيره.
يأتي ذلك في وقت نفى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أي علاقة على الإطلاق بتحطم طائرة بريغوجين، مضيفاً أن مقتله ستكون له تداعيات في مناطق وجود فاغنر بالعالم، وقال أيضا إنه لم يُفاجأ بسقوط طائرة قائد فاغنر، وإن تمرد بريغوجين عرّضه للخطر.
من جهتها رجّحت وزارة الدفاع الأميركية أول من أمس عدم وجود معطيات تدعم فرضية أنّ الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض جو.
وأضاف رايدر أنّ مجموعة فاغنر تمثل تهديدا حقيقيا وأن نشاطها في أفريقيا سيُراقب.
في تلك الأثناء، قال مسؤول أميركي إن بلاده تنظر في أكثر من فرضية بشأن تحطم طائرة بريغوجين، ولكنها لم تتوصل بعد إلى استنتاج نهائي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن الفرضية الرئيسية لتحطم طائرة بريغوجين هي وقوع انفجار داخلها.
ووفقا لهؤلاء المسؤولين فإن الانفجار قد يكون ناجما عن "تفجير قنبلة أو تزويدها بوقود مغشوش".
كما نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاستخبارات تدرس احتمال أن تكون الطائرة تحطمت بعد وقوع انفجار داخلها.
وأضافت المصادر نفسها أنه تم رصد انفجار على امتداد مسار الطائرة، لكن لا دلائل على إطلاق صاروخ.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه ما من سبب يدعو للشك في التقارير الروسية بشأن مقتل بريغوجين.
وفي وقت سابق، نقلت أنباء عن مسؤولَين أميركيَّين أن واشنطن تعتقد أن صاروخ أرض جو، أُطلق من داخل روسيا، أسقط طائرة بريغوجين، لكنهما شددا على أن هذه المعلومات ما تزال أولية وقيد المراجعة.
من جهتها قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث نُشر أمس على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن بريغوجين كان على متن الطائرة، وهو معروف باتخاذ إجراءات أمنية استثنائية. ومع ذلك، فمن المحتمل جدا أنه توفي بالفعل".
وأضافت الوزارة "وفاة بريغوجين سيكون لها حتما تأثير كبير على استقرار مجموعة فاغنر. فقد هيمنت سماته الشخصية من نشاط مفرط وجرأة استثنائية والسعي لتحقيق النتائج والقسوة الشديدة على فاغنر ومن غير المرجح أن تتوفر في أي خليفة له".
وفي هذه الأثناء، أثيرت تكهنات بشأن الشخصية التي قد تخلف بريغوجين في قيادة فاغنر، إذ نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر روسية أحاديث عمن سمته رجل بوتين الجديد.
وحسب صحيفة كوميرسانت الروسية، فإن بوتين كان قد اقترح أندريه تروشيف قائدا جديدا لفاغنر، خلال اجتماع مع قادة المجموعة بعد أيام من انتهاء تمرد بريغوجين في حزيران (يونيو) الماضي.
وتروشيف عقيد روسي متقاعد، وهو عضو مؤسس ومدير تنفيذي في مجموعة فاغنر.
وحسب وثائق العقوبات التي نشرها الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في سورية، فإن تروشيف يشغل منصب رئيس أركان عمليات مجموعة فاغنر في سورية.
ويعد تروشيف من قدامى المحاربين في حربي الشيشان وأفغانستان، وقد حصل على أوسمة لقاء مشاركته في هاتين الحربين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-08-2023 08:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |