26-08-2023 12:30 PM
بقلم : د. زيد ابو جسار
ضحك الانسان للدنيا يقابله ضحك الحياة على الانسان ,في اللهو واللعب والتفاخر وفي كل ما تتزين به الدنيا من كل مادياتها الفانية والتعامل معها بغير واقعية ,مما يعني ان الدنيا تضحك على من يضحك لها ,حيث يخسر الانسان حتى من مادياتها ,وذلك عندما يتحكم بمادياتها , شعور سراب التخيلات وحب الشهوات (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى ).,ولا يضحك للدنيا الا الانسان الخام ,الذي لم يصقله الايمان ,فالإنسان دائما ما يكون خسران الدنيا والاخرة ...........
ضحك الانسان للاخرة ,يعني الايمان بها ,وتحكيمها في حياته ,لإحياء مشاعر الحب والرحمة والإيثار والغيرة وكل مشاعر الخير ,التي تصلح حياة الانسان ,وتحفظ كرامته ,وتحفظه من انانية حب الذات ,وتحفظ امنه وأمانه ,فبدون هذه ألمشاعر يصبح الانسان عدوا لنفسه قبل ان يكون عدوا للآخرين ,حيث تظهر كل مساوئ الازمات الاخلاقية , حيث تصبح الحياة لا تطاق ,وتضيق معها الصدور ,وتغيب العقول ,فالإيمان بالآخرة لضبط الحياة الدنيا ,ولهذا الايمان بالآخرة ,هو الركن الاخير للإيمان , كونه ركن محاسبة الانسان , على كل اركان الاسلام الايمان.,وكلها لصالح الانسان ,في تصحيح حياة الانسان وحفظه ................
يبقى الانسان مما خلق من مادة الحياة الدنيا ,ينجذب لماديات الحياة ,ويقدسها في ذاته ,ما لم يلبس لباس الايمان وهداية التقوى ,حقيقة الدين في حياة الانسان ,في بناء حضارة الانسان ,فحقيقة الدين هو حياة للإنسان ,لهذا كان حقيقة الخشوع في سر القلوب لا في تظاهر الانسان وفي صور كل انواع عبادات الاركان .........
الضحك على الدنيا وليس لها , يعني الضحك على الغرور ,والجهل ,على الكره ,والأنانية ,على التكبر والغرور,الضحك على الدنيا تمنح الانسان الابتسامة , ابتسامة الانسان الصادق , ابتسامة لا تعرف الرياء ومجاملات الكذب , لأنها خارجة من اعماق الانسان ,فالوجوه دائما ما ينعكس عليها ,ما في داخل الانسان ,فالوجوه سمات الانسان ,في كشف اسرار داخل الانسان ,وجوه ناعمة بابتسامتها , انعكاس لخير سعادة الايمان ,وجوه كدرة مظلمة عليها تضاريس كل شقاء شر الانسان , جنة الدنيا سعادة الانسان في كل الاحوال ,لأنه ملك طمأنة روح حياة الايمان, ونارها شقاء الانسان من موت روح القلوب وان ملك كل ماديات الدنيا .....................
د. زيد سعد ابو جسار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-08-2023 12:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |