28-08-2023 08:29 AM
سرايا - أكد الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني ان الرهبة في التعامل مع فيروس كورونا لدينا بالأردن انتهت، وبالتالي لا داعي للهلع أو القلق من ظهور المتحورات الجديدة كونها متوقعة.
وأضاف ان الأردن بات يملك الخبرات المطلوبة للتعامل مع الفيروس ومتحوراته الجديدة بعد مرور حوالي أكثر من 3 سنوات على ظهوره، كما ان الكوادر الصحية مدربة على ذلك، بالإضافة الى ان البنية التحتية لدينا جيدة، من حيث توفر السعة بأقسام العناية المركزة والعزل، وتوفر الأسرة بعدد كاف، ناهيك عن ان مختبراتنا لديها القدرة على تشخيص المتحورات الجديدة، وعمل فحص التسلسل الجيني للعينات الإيجابية.
وأشار المعاني الى ان طبيعة فيروس كورونا المستجد هو التغير والتحور، فمنذ عام 2020 للان كانت هناك 4 موجات متتالية، وكان اخر متحور هو «أوميكرون» الذي انبثق منه عدة متحورات اخرها «ايريس» و"بي ايه 2.86»، وهذان المتحوران لن يكونا الأخيرين، بل سيستمر مسلسل المتحورات ما دام الفيروس موجود في الطبيعة.
واعتبر انه من غير المرجح ان تتسبب المتحورات الجديدة بإصابات شديدة او دخول اقسام العناية المركزة بالمستشفيات، او زيادة الوفيات، نظرا لوجود التحصين باللقاحات والإصابات السابقة بالفيروس، ما أدى لوجود مناعة مكتسبة او صناعية، علما بأن هذه المناعة المجتمعية لا تستمر للأبد، وانما يمكن ان تضعف خلال 6-12 شهرا، لذلك هناك ضرورة للتركيز على الفئات ذات الاختطار العالي، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعية، من خلال استكمال المطاعيم الموسمية لهم، واخذ الحيطة والحذر في حياتهم اليومية.
وأوضح المعاني ان طفرات اي متحور تساعد على دخول الفيروس لخلية جسم الانسان، وبالتالي ينتقل الالتهاب من الجهاز التنفسي العلوي الى السفلي في بعض الحالات الاكثر اختطارا، وهنا مكمن الخطر، لذا يجب العناية بهذه الفئات من المواطنين من حيث الالتزام بوسائل الوقاية الشخصية، والبعد عن التجمعات، والالتزام بالكمامة عند الحاجة.
وعن احتمالية ظهور المتحورات الجديدة بالمملكة، لفت الى ان ذلك غير مستبعد، فالأردن جزء من العالم، ودخول المتحورات الى المملكة ليس بالمشكلة الكبيرة، فالأهم توخي الحيطة والحذر، وجاهزية الجهاز التنفيذي للاستجابة لأي طارئ، وفي الوقت ذاته ان يكون المواطن عونا من خلال التزامه بوسائل الوقاية الشخصية.
وفيما يتعلق بالمتحور الجديد الذي ظهر في عدة دول قبل فترة قصيرة، بين المعاني انه تم رصده في بلدان مثل سويسرا وجنوب افريقيا والدنمارك والولايات المتحدة وبريطانيا وفلسطين المحتلة، وهو أحد متحورات اوميكرون وأطلق عليه «بي ايه 2.86».
ويتميز هذا المتحور، وفق المعاني، بأن له اكثر من 35 طفرة في اجزاء رئيسية من هيكل فيروس كورونا، مقارنة بالمتحور XBB.15 الذي يعتبر اكثر انتشارا في هذا العام، وهذه الطفرات عددها يتساوى مع الطفرات الموجودة في متحور اوميكرون الذي تسبب في عدد إصابات قياسي مقارنة بالذي سبقه.
وعن أعراض المتحور الجديد، أشار المعاني الى انها تتشابه مع الرشوحات بشكل عام، وفي بعض الحالات تكون اكثر من متوسطة، خصوصا لمن لديهم سيرة مرضية سابقة بالإصابة، أو الفئات ذات الخطورة العالية، وهي عادة لا تؤدي الى زيادة في دخول المستشفيات او أقسام العناية المركزة او الوفيات.
ودعا المعاني المواطنين الذين تظهر عليهم أعراض لعدوى تنفسية الى عدم مخالطة الاخرين وعزل أنفسهم، والبدء بالالتزام بالوقاية الشخصية، وتلقي العلاج اللازم.
الرأي