حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1528

مِكرٍّ مِفر مُقبل مُدبر معا .. ورؤية التحديث

مِكرٍّ مِفر مُقبل مُدبر معا .. ورؤية التحديث

مِكرٍّ مِفر مُقبل مُدبر معا ..  ورؤية التحديث

28-08-2023 08:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د نضال المجالي
شطر بيت من قصيدة امرئ القيس في صورة بلاغية عالية، وجودة كاميرا ثلاثية الأبعاد، شطر بيت قاله في وصف سرعة حركة حصانه، في تسابق وتداخل عجيب بين أقدام الحصان الأمامية والخلفية والتبادل بين متقدم ومتأخر، صورة بلاغية شعرية تجعلني أفكر فيما «يطلبه الجمهور» اليوم من رؤية التحديث الاقتصادي بعد مرور عام على انطلاقة المشروع، وكأنهم جميعا يطلبون أن يكون إنجاز هذا المشروع كحصان امرئ القيس، يرون نتائجه قبل تطبيقه، يرون الأقدام تسير أبعد من البرنامج الزمني، يرون عاما كافيا للوصول إلى رؤية أبعد، ولن أنكر حقهم! بل أطلب وعيهم في قراءة المشروع وحجمه، في متطلبات إنجاحه ودورهم في مراقبة التنفيذ والتوجيه، وعندها أعلم أن ما سيجدونه ليس عصا سحرية وليست أقدام حصان امرئ القيس.

في برنامج التحديث الاقتصادي ما هو أكبر من برنامج «ما يطلبه الجمهور»، فنحن لسنى أمام شاشة التلفزيون السوري بحضور المذيعة «ماريا ديب» في زمن قديم مضى نحقق سماع ما نطلبه مباشرة، وبالرغم من أنني أُحمّلها المسؤولية الكاملة في أن وصل الكثيرون لمستوى أن «طلباتنا أوامر» استماعا وتفكيرا ورغبة في الاختيار، ولنكن بدلا من ذلك أقرب إلى برامج الواقع، التي تفرض الحياة بكافة تداخلاتها سياسية واقتصادية واجتماعية على شكل خططها وطريقة تنفيذها وطموح مخرجاتها، ولا أقصد هنا التأخير، بل أقصد ضرورة التوافق بين ما هو مرسوم وبين متطلبات إنجاحه ماليا وزمنيا ومشاركة، وأحيانا كثيرة ترابطا معيقا مع الغير.


نعم انتهى عام! ولكن هو عام قراءة واعية، وبناء أدوات إنجاح برنامج رؤية التحديث الاقتصادي، هو إرساء قواعد خطة شارك فيها المئات من المختصين من مختلف القطاعات والخبراء من أبناء الوطن، هي طموحات مشتركة لم تكن الحكومة وحدها مسؤولة عن بنائها وصياغتها، وكلنا يعلم ما أنجز في جلسات متخخصة للوصول إليها، أتحدث وأكتب علما أني لم أحضر أيا منها، إلا أنني سمعت وجالست وناقشت العديد من اصحاب الخبرة مما كانت لهم أفكار واقتراحات ومشاركة أساس في بنائها، وفيما تسعى الحكومة والمؤسسات والجمع لإنفاذه، ولهذا وإن لم نملك ترف الوقت إلا أن ما تم هو خلاصة جهود وأفكار وبناء سنوات طويلة سبقت، ليتم في هذا العام التركيز على بناء نموذج جمعها وتبويبها وتوزيع مهامها وشكل الرقابة على أدائها ورصد موازنات لتحقيقها، وهنا نرى أهمية العام، فما تم استعراضه وإن قرأه العديد تحت موضوع «الإنشاء» في اللغة العربية! ولكن ذلك لضعف بعض قُرّاء الملف من المعنيين في الحضور والطرح، وليس ضعفا في المشروع وذات الملفات المطروحة، إلا أنه «إنشاء» مبني على حقائق وإنجازات تتيح لنا اعتبارا من اليوم التطلع للقادم ومحاسبة التقصير وليس قبل ذلك.


في رؤية التحديث الاقتصادي جهد وطني مشترك متاح للجميع قراءته ومتابعة مسيرة إنجازه، والمشاركة في تطويره، ومراقبة ودعم أركانه، في رؤية التحديث الاقتصادي وضعت الحكومة مؤشرات قياس لنحكم فعلا على الإنجاز والمحاسبة، في رؤية التحديث الاقتصادي ما نحتاجه فعلا ليس تحطيم أذرع وأسباب النجاح والتشكيك بالمشروع الذي بين أيدينا، بل الاستمرار بضمان التطلع للمستجدات المحيطة لضمها دون تأخير حتى لا نغفل عن أي شيء يحقق اكتمال المشهد، وعندها نكون قد أكملنا شطر بيت الشعر بالمنتج النهائي فنكون» كجلمود صخر حطه السيل من عل» أي كتلة واحدة عند الحركة.








طباعة
  • المشاهدات: 1528
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-08-2023 08:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم