28-08-2023 08:40 AM
بقلم : سهير بشناق
نحن لم نعتد أن نعبر عن الحب بأعماقنا إلا لحظات الغياب عندما نشعر أننا سنفقد من نحب نبدأ لحظتها بالإفصاح عن مشاعرنا وعمقها ونتحرر من قيود أنفسنا تلك القيود التي نحياها مع من نحبهم وتغتال فينا الكثير.
لم يولد الحب بالحياة ليبقى أسير القلوب وهو أجمل ما يمكنه أن يحدث لنا بالعمر ويجعل أيامنا أكثر طمأنينة وأقل قسوة ولكننا نحن بعدم التعبير عن ذاك الحب لمن نحبهم نجعل الحياة اكثر قسوة ونطفئ قلوبنا التي تبقى تراقب الحب من بعيد.
لا نمتلك القدرة عن الإفصاح عن مشاعرنا لمن نحب نبقيها طي الكتمان لأننا تعلمنا أن الحب بالقلوب وأن التعبير عنه ضعف..
تعلمنا أن لا نخبر من نحبهم كيف نحبهم وجحم وجودهم بأيامنا دون أن نشعر بخسارتهم أو غيابهم.
لم نتعلم بعد أن كلمة «أحبك» لا تعني بالضرورة الضعف تجاه من نحب.
وأن كلمة «احتاج لوجودك» لا تلغي وجودنا بقدر ما تكمله برفقة من نحب ووجودهم بعمرنا.
لم نتعلم أن نفتح أبواب قلوبنا لمن نحب ليكتشفوا كم وجودهم بأيامنا يعني العمر كله إلا بلحظات الغياب والخسارة حينها يصبح الحب ضعيفا ومن نحبهم بلا وجود.
كم نحتاج حقا أن نحيا الحب مع من نحب بعفوية وصدق وقدرة على التعبير عن تلك المشاعر كما هي دونما انتظار لن ينتهي إلا بانتهاء الحب وغياب من نحبهم ليبقى أجمل ما يمكنه أن يحدث لنا.
الحب ليس محطة من محطات العمر.. أنه كل العمر لا يحتمل التأجيل أبدا لا يحتمل أن يعيش ما بين الصمت واخفاء المشاعر وبين محاولات من نحبهم لاكتشافه والمهم الدائم الذي لا يتبدد إلا باكتشاف الحب وروعته.
نحيا العمر ونحن نقيد مشاعرنا لا نطلقها سوى بعد أن اعتدنا على جفاء المشاعر وقسوة الأيام فتأتي خسارة من نحب وتأخذ معها كل فرص كان بإمكانها أن تجعلنا نحيا بالحب لا أن نبقيه معتزلا للحياة.
كل الذين أحببناهم لن يصدقوا كم أحببناهم وكم كانوا لنا مختلفين هم ببساطة لم يدركوا ذاك الحب منا يوما كما هو.. لأننا مقيدون بحقيقة نحن أوجدناها فقط «الحب بالقلوب» فما عادت القلوب تحمل هذا الحب ولا الذين أحببناهم عادوا ينتظرونه كما كان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-08-2023 08:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |