31-08-2023 10:06 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
مع بدايات الصبح الأول لفجر الأردن ومنذ بدايات الامارة، كانت جحافل الميامين من احرار الأردن تحمل السلاح، ومعول البناء لتذود عن الحمى وان كان حينها غضا طريا، عالي الهامة وصغير المساحة الا انها كان بحجم الكون، ورؤوس النشاما عالية لا تعرف الانحناء، سمتها العناد في الحق، لا ترضي بالذل حدائها دائم واهازيج الصباح لا تغفو حناجرها، ولا تغفر ولا تسامح أي ناغق أو جاحد أو مُتنمر يحاول المساس بجديلة الوطن ، أو يلامس عبائتها الوارفة الظلال على كل اردني قابض على الجمر ، مُحب لوطنه الذي ضمه سنوات طويلة وما بخل عليه .
الحيش وفي عيد ميلاده المائة ، شموع يضيئها ، ويد حانية يمدها ، وراياته مرفوعة عالية ، سيوفه بتارة لرقاب الاعادي لا يصدها أي حاقد او جاحد للوطن ،ما زالت جذوته لم تخبو نارها وينحر كل عتمة بسيوف الحق ،هامته مسنودة باعناق الرجال الذين ينقشون ويرسمون اسمه بالدم كل مساء وطالع صبح، لا يعرفون المواربة أو المهادنة. فزناد البنادق ورصاصها الارواح ، تعاند السهاد عيونه ، وفي مفهومها ان سوق الحرب لا تستوي له بضاعة الا ارواح الرجال .
الجيش رمح في عين كل مُتربص، وتستهويه وتساوره مشاهد الانتحار على كل شبر وحدود يتفيئ فيها وعليها كل أردني حر شريف، ومهما حاول أي متغطرس ان يشوه صورة الجيش فلن يكون له أي رد سوى انه سيكون في مزابل التاريخ ، وستكون بساطير الجحافل قبر له ولا امثاله ،ولا قاع ولا غطاء له .
مع بدايات المائة الثانية من عمر الجيش العربي ، فان التاريخ لن يغفل عن ملاحم البطولات التي سطرها وعلى مدار مائة عام مضت ، شهدت ومازالت شتهد على بطولاتها ارض اي فلسطين ، ففي اللطرون سطر الجيش ورجاله بطولات لا تزال قبور الشهداء شواهد حية على ما قدموا وكيف كانت بسالتهم ، والذود عن الحوض المقدسي ، وكيف شمخ باب الواد حينما كان النزال بحجم الرجال ، وكيف كان الوطيس يزلازل اقدام المحتل ، ومازال الشيخ جراح يتغنى بما رسمه الرجال ، الرجال ، لوحات بطولية لن تكون الا شاهدة على ما قدمه الجيش ، الجيش الذي يكتوي بنار المعارك ويلقن الاعداء دروس في النصر والصبر والارتقاء بدماء زكية ، لن تكون الا لوحات تعلق على جدارية الوطن ، وعلى جدارية القدس ، لشتهد عظمة هذا الجيش الذي ما زال وسيبقى شامخا عزيزا قويا ، بغض النظر عن صغر المساحة ، وكم هو حجم الوطن الذي يفوق حجم الورد الذي يرتوي بدماء الرجال الذين نظروا حياتهم لاجله، ففي يد كانت البندقية تزين اكتافه لحماية الوطن والذود عنه ، وفي يد غصن السلام يرفرف في كثير من دول العالم التي الهبها الصراع والحروب والنزاعات فكان خير مُعين للمشردين والطامعين بالحرية والعدالة والاستقرار ، الذين عاهدوا الله ، فمنهم من ارتقى إلى عليين راضين مرضيين ومنهم من ينتظر يحمل روحه على اكفه ، حتى يحيى الوطن ومن فيه من احرار شرفاء، ليبقى عزيزاً شامخا ًقوياً مهما كانت الصعاب .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-08-2023 10:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |