حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2779

إلى العريس الشهيد ..

إلى العريس الشهيد ..

إلى العريس الشهيد ..

04-09-2023 05:54 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : السفير قيس شقير
زفّتك أمّك ثمّ أبوك لصحبك يحتفون بك عريسًا، وما خطر لهما وهم يزفون إليهم قطعةً من أحشائهم، وبعضًا منهم، أن يوصوهم به خيرًا وهم يهيئونه لحفل العرس، كما اعتادوا أن يوصوا ابنهم وهم يدعون له كل صباحٍ: " الله يرضى عليك، وييسّر أمرك".
ما حسبوا أن فرحتهم الكبرى ستؤول في لحظاتٍ ملأ بها سماء معان أزيز رصاصٍ غاضبٍ على كل من يفرح في عرسٍ، حتى على أمٍ وأبٍ وأخٍ وأختٍ، وقريبٍ وجارٍ، وزميل عمل.

يال هذا المشهد كم أثار حزننا، فتوحدنا على رفضه وإدانته، فانبرت الأقلام - كما اعتادت لسنين- تكتب لتحثّ على وضع حدٍ لظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات، بما فيها من مبالغةٍ في التعبير عن الفرح، بل وتناقضٌ معه، وما بين الغاية من حمل السلاح، وتوظيفه لإحالة الفرح إلى مأتمٍ ومناسبةٍ لجلد الذات ومحاسبتها، دون أن نصل إلى حلّ لها.

وسبق لمجتمعنا أن بادرت عشائر وعائلات كريمةٌ منه لمعالجة الظاهرة هذه وغيرها في مراجعةٍ تهدف لحماية المجتمع من كثيرٍ من المظاهر السلبية، والتي أجمعنا على رفضها، وعلى ضرورة التصدي لها بحكمةٍ وعقلانيةٍ، حظيت بالتوافق، دون الالتزام.

إن المجتمع الذي يتحسس فيه أبناؤه مواطن الخلل فيه، فيسعى من خلال أطره المجتمعية إلى معالجتها، لابدّ وأن يتفهّم، بل ويدعم تطبيق القانون على الممتنعين عن احترامه، والخارجين عن إجماع أهلهم، والمتحدّين لمجتمعهم كله. فأين الالتزام؟ وأين مصلحة الجميع؟ وأين هي قيمنا وعهودنا؟ وأين يكمن الخلل؟

هل بعيدٌ عن ظاهرة "القصف" في الأعراس مكنونات نفسيةٌ تعكس واقعًا مجتمعيًا يَقصرُ فيه النظام التعليمي عن أداء واجبه على أكمل وجه؟ وهل الواقع الاقتصادي مسؤولٌ أيضًا؟ وهل تعديل القوانين وتشديد عقوباتها سيحل المشكلة؟

لعل الحزن الذي انتابنا ونحن نرى عريس معانٍ يُشيّع على الأكفِّ التي التي كانت ستزفه إلى زوجه، وتدخله بيته الجديد. لعلّ هذا يدفع بنا إلى وقفةٍ مع النفس، يقفها كلٌ منا، مواطنٌ ومسؤولٌ، لا أبٌ محزونٌ وأمٌ ثكلىً فحسب، بل جارٌ وجارةٌ، أصدقاءٌ وزملاءٌ، القريب منا، والبعيد، نعزّي بها حقًّا ضحايا أفراحنا، بالالتزام بما يُسنّ من قوانينَ، ومواثيقَ اجتماعيةٍ، التزامًا نابعًا من قناعةٍ وتسليمٍ بضرورتها حمايةً للمجتمع، لا لأحد منه.

وكثيرًا ما نقارن أحوالنا بأحوال الدول المتقدمة، فنغبطهم على حرصهم على الالتزام بالوقوف في الطابور، وباحترام قوانين السير، والالتزام الذاتي بها، وبغيرها. ولا بدّ ونحن نبدي الإعجاب بذلك أن نعلم أن الالتزام هذا بات أمرًا ذاتيًا اعتادوا عليه، إذ لمسوا بمرور الوقت أهمية الالتزام ونفعه على المجتمع ككل، وأيقنوا أن القانون مطبقٌ لا محالةً، وسيكلّفهم غراماتٍ ماليةً، وأحكامًا قضائيةً.








طباعة
  • المشاهدات: 2779
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-09-2023 05:54 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم