04-09-2023 05:57 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ﴾ [ آل عمران: 110 )ادامة خيرية الامة في الامر بالمعروف اي العرف والمعرفة التي يقرها الانسان في حياته بالعقل والفطرة , والامر بها بصيغة الامر المضارع لاستدامتها ,وكذلك سلامة الامة بالنهي عن المنكر ,اي ما ينكره العرف وتنكره المعرفة بالعقل والفطرة ,فالإنسان هداه الله تعالى بفطرة الخير لاتباعه وبالشر لتجنبه ,وكذلك كرمه بالعقل ,فالله سبحانه وتعالى رعى ادم منذ بداية نزوله بالعلم ,وبالفطرة السليمة بمعرفة عدوه والحرص منه ,بالمرسلين والانبياء على كل قوم ,وجدد البشرية بالموحدين بطوفان نوح ...................
الامة مأمورة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ,وكون الفرد هو العنصر التي تتشكل منه , فالعنصر هو الامة ,لهذا امر الفرد فيما امرت به الامة ,حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم((«من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»)..................
عمومية الخير والشر في حياة البشر,من خلال الاستجابة لامر الله تعالى ,او في عدم الاستجابة ,فالخير هو كل ما يتناسق مع هذا الكون ,في نظامه وتكوينه,هو ما يتناسق مع ادراك العقل ومعرفته المكتسبه ,وهدى الفطرة ,ما يتناسق مع اختلاف الجنس وادوارها,ووظائفها ,ما يتناسق مع تركيبة الجسم وعناصره ,وعلاقاتها مع تركيبة وعناصر الكون ,في حين ان المنكر هو ما ينكره الكون والانسان والحذر منه ,فوجوده يخرج الاشياء عن حقيقتها ودورها وطبيعتها وفائدتها ,وهذا هو ما يعرف به الفساد ...............
قال تعالى (قال تعالى: « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ «) سورة الروم –الآية 41عم الفساد بطغيان المنكر على المعروف بين الناس ,فاصبح الانسان عدو نفسه وبيئته والكون ,طغى الانسان بكفره بكل حق ,والتدين بتشريع العلمانية ومحاربة تشريع الله تعالى ,علمانية تشرع الحروب والظلم والربى ,تشرع المثلية ,تشرع ابادة امم واستعمار اراضيها ,تشريع حق القوي في استعباد الضعيف ,استباحة عورات البشر ,طغيان على شرع الله ,وارادة الله تعالى في استدامة الحياة لخلقه ,طغيان تحدي كفر,ونفاق , ليكشف الله تعالى المتحدين والنافقين وكل الطغاة مع تزامن طغيان فساد المناخ الذي افسده الانسان ,هيجان البحار والمحيطات واعاصير الرياح ,مما يذكرنا بمشهد .التحدي بين رسول الله تعالى موسى عليه السلام وفرعون بسلاح سحرته ,خسر فرعون وكانت نهايته الغرق ,الموعودة به الكثير من المدن ,وهو العذاب الاكبر ,فلا عجب ونحن على قرب من نزول المهدي والدجال وعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ,وظهور الدابة ,فللساعة علامات صغرى وعلامات كبرى تاتي متتالية لبعضها البغض ويتجمع بعضها مع بعض .......
منذ ان اراد الله تعلى خلق الانسان واخبار ملائكته وجوابه تعالى على ما قالوا (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ﴾ [ البقر,لقد جعل الله تعالى الثواب مكنون في كل عمل خير ,وجعل العقاب مكنون في كل عمل شر ,وارادة الله تعالى حاضرة في نفس كل حي ,والطغيان هو موعد وحدود الامهال ,لظهور الفساد الذي يعذب الانسان ,فساد النهج الطريق للالم وخسارة الانسان , وخراب بيئته ودمار كونه ..........
ان كل ما نشاهده ,ونتعذب به من اختلاف الطقس ,وغيرنا من الفيضانات والأعاصير والزلازل ,وظهور كل شر ,هي من عمومية العقاب للبشرية ,فمن سنن عقاب الله تعالى ان يشمل الجميع ,الا من امر بالمعروف ونهى عن منكر ,فقد نجى الله تعالى الانبياء والمرسلين ومن تبعهم من عذاب اقوامهم .............
من سنن الله تعالى التي اودعها في النفس البشرية ,ان يتذكر الانسان خالقه وان كان كافرا ,في حالة الخوف الشديد,ويدعوه دعوة المضر ,الذي يحضر منها لحظات ايمنية بحضور القلب,يقابل ذلك فتنة من ادعوا الايمان ,فتنه تظهر حقيقة الايمان من عدمه عند الانسان ,ليشهد على نفسه وانه لم يتحدى خوف الفتنه بايمانه .............
الشر والحرمان في حياتنا وعذابه ومعاناتنا موجودة,والذنب الاكبر اننا ننسبها للاسباب ,وليس لرب الاسباب فالعقوق وانحراف الابناء والذي منهم ياتي العذاب والم الاكباد الموجع ,ما كان ليكون ,عند تربيتهم وتعريفهم بدينهم ,وتحبيبهم به ,ولو بطعم صياد بسيط ياتي منه الصيد الكبير ,عندما يعلم الانسان ولا يريد ان يفهم ويتدبر ,ان القطر من السماء محجوب من حجب الزكاة ,نحن نعلم ان الناس والمال اكثر من قبل ,ولكنها اقل بتجمعها ومشاركتها من قبل,, لنعلم انها من غياب البركة ....................
د. زيد سعد ابو جسار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-09-2023 05:57 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |