04-09-2023 06:00 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تتشابك العلاقات ما بين الدول، وعلى مر السنين ومنذ القدم ، مما شكل نماذج كثيرة في العلاقات ما بين الدول ، حيث تنشأ العلاقات فيما بينهم مبنية على الاحترام ، وعدم التدخل في شؤون كل منهما ، فنشأت اتفاقيات فيما بينهما ، وادرجت اتفاقيات لتنظيم ذلك كان اهمها اتفاقية فينا ، وفي نفس الوقت تتقاطع المصالح فيما بينهما ، فما بين المصالح وما بين التشابك شعرة معاوية، فدبلوماسية البقاء تتطلب ارخاء الشعرة لتكون العلاقة اكثر اناقة وجمالية ، وشدها حينما تتطلب المصالح ذلك ، فاصبحت العقلنة امر يجب التمسك به ، أو سمة هامة في العلاقات ما بين الدول، خاصك حينما تمس هذه العلاقات من خلال الانقلابات والتنكر لمصالح دول أخرى مضى على علاقتها مع دول جثم على صدرها العسكر ردحاً من الزمن.
اليوم ومع تمسك وتشبث من استولوا على بعض السلطات بقراراتهم جراء انقلابات تمت جراء سلوكيات قد يعتقدوا انها خالفت مسيرة الدولة فان هناك من يدعو إلى عقلنة العلاقات، بغض النظر عن حالة وشكل السلطة والتحولات التي اوصلتها لهذا الشكل، من منطلق ان تحقيق المصالح لا يتوقف على شخص معين بل ان العقلنة هي من تُحدد وتحكم شكل العلاقة التي سوف يكون عليها حالة الدول بعد تلك الإنقلابات .
ومع تواتر الانقلابات وتزايدها فان الدول عليها ان تكون أكثر عقلانية خاصك ان الشعوب أصبحت تزحف خلف مُتفذي الانقلابات من منطلق ان هذه الثلة ستقود الدولة إلي مُستقبل أكثر رفاهية وسعادة، من خلال الاستحواذ الي موارد الدولة وتطويعها لتكون داعم لهم ولتحقيق عنصر للرفاهية والسعادة ، وان عقلنة علاقة الدولة مع دول اخرى أخرى ستكون أكبر طريق مُمهد لهم مع دول أكثر تأثيراً وقوة ، مما يجعل الدولة وان كانت صغيرة الحجم والعدد لها دور كبير في الاقتصاد والسياسة العالمية ، جراء العقلنة التي تسعى اليها الدولة .
من جانب اخر فان الدول التي لها مصالح متقاطعة مع دول نالت منها الانقلابات عليها ان تكون في حالة عقلنة ، غير مفرطة في التجاذب مع دول الانقلاب ، خاصة ان كان لها قوات او شركات على اراضي الدول التي اصبحت الانقلابات تحكمها ، فالتريث في العلاقة وزيادة زتيرة التنافس سيكون له اثر بالغ على نوعية وشكل العلاقة وما سيحكمها فيما بعد ، فالمصالح تحكمها العلاقات والعلاقات في بعض الوقت لا اخلاقيات فيها ، لانها تعتمد على حجم الشد والجزر ، فصاحب الحاجة السياسية والاقتصادية ارعن ، فلا بد ان يكون اكثر حرصاً على علاقة مع الدولة التي يحكمها العسكر ، لان مصالحه ستكون في مهب الريح ولن يجبر كسرها الا العسكر الذين تنكروا لكل علاقة أو مصالح تم بنائها قبل جثوم العسكر على السلطة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-09-2023 06:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |