بقلم : د.باسم عيسى تليلان
ان سلوك بعض الافراد الخطير في نهجهم عادة اطلاق العيارات النارية للتعبير عن الفرح هو سلوك ذميم لا ينتج الا من خلال شعور واهم و نقص تعبيري وشخصي يدفع البعض الى محاولة ابراز الذات و ايجاد مكان بين اقرانه يثبت بها شخصيته بطريقة متطرفه لا تنسجم مع مفاهيم الفرح و السعادة و طرق التعبير عنها غالبا ما تؤدي الى ترهيب الحضور و ازعاجهم و اخافتهم او اصابة بعضهم او قتل اشخاص من محيطهم يزهقون نفسا زكية بغير حق وحينها يسألون من الله عز وجل " بأي ذنب قتلت ".
لذا على الدولة و المجتمع التكاتف معا لانهاء هذه الظاهرة الخطيرة و المخيفة من خلال الادوات القانونية الزاجرة لدى السلطة التنفيذية و حزمة امان مجتمعي ينهجها المجتمع ضد المتطرفين الذين يطلقون العيارات النارية بلا سبب و بتعبير شاذ ومتطرف عن السعادة لأن المجتمع الاردني ملزم بتحديد موقفه بعد حادثة حمزة رحمه الله وذلك من خلال عدة اجراءات اهمها مقاطعة اي فرح تطلق فيه العيارات النارية و كذلك ممارسة السلطة المجتمعية من قبل الوالد و الاهل و الاصدقاء في رفض ممارسة الابناء والاصدقاء لهذه الظاهرة و الاسترشاد على الفاعلين و التبليغ عنهم من خلال الحضور الاجتماعي حتى ولو كانوا ذي قربى لان في ذلك مسؤولية اجتماعية بالغة الاهمية ستؤدي باذن الله الى منع وقوع جرائم محتملة الحدوث كما تتضمن حزمة الامان التأهب من كافة مؤسسات المجتمع المدني لرفع الوعي ضد هذه الظاهرة في المجتمع الاردني من خلال الجمعيات بانواعها و مؤسسات المجتمع المدني و النقابات المهنية كنقابة المحامين .

وفي مسؤولية الدولة فانها لا تنحصر بالقانون فقط بالرغم من أننا نؤيد بشدة القانون الذي يحظر اطلاق العيارات النارية ونطالبها بتطبيقه بحزم وقوة لا هوادة فيها و ولكن معظم المجتمعات المتقدمة على رفع الوعي قبل اصدار القوانين وتطبيقها او بالتزامن مع نفاذها لذلك تتضمن مسؤولية الدولة تنفيذ برنامج واضح لمعالجة كل ظاهرة لوحدها ومن اهمها اطلاقات العيارات النارية ويأتي ذلك من خلال توجيه مؤسسات الدولة الى رفع الوعي المستمر ضد هذه الظاهرة و ابرزها وزارة الاوقاف من خلال المساجد ومحاضرات الوعظ والبرامج الدينية الاذاعية و التلفزيونية لبيان حرمة هذا الفعل و النتائج السيئة التي تترتب عليه وكذلك على وزارة الثقافة و وزارة الشباب العمل على رفع الوعي لدى الشباب في نبذ هذه الظاهرة و ايضا وزارة الداخلية و التربية و التعليم و التعليم العالي من خلال عمل محاضرات امنية للطلبة توضح مخاطر هذه الافعال و تجريمها كما يقع العبء الاكبر على وزارة الاعلام او هيئة المرئي و المسموع و نقابة الصحفيين لتوجيه المواقع و المحطات في المساهمة لرفع الوعي المجتمعي ضد هذه الظاهرة الخطيرة التي اصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للامن و السلم المجتمعي .