05-09-2023 10:42 AM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
من المعروف ان الوظيفة بقدر علوّها، ترفع قيمة شاغلها أمام الناس وأمام نفس شاغلها، وبالتالي تؤثر سلباً او ايجابا على هذا الشخص، أو ذاك، وعلى الناس التي تخالطه، وإن هذا التاثير الايجابي او السلبي له ارتباطات نفسية وتربوية، فنجد صاحب الوظيفة او تلك، يترفع عن محيطه بالتعامل ويحجم عن الاختلاط بالناس الذين كان يرتبط بهم، ويضع حواجز واستاراً جديدة وقيوداً بينه وبينهم ظناً منه أن ذلك سوف يزيد من احترام الناس وتقديرهم له، ويزيد من هيبته.
ونجد النوع الآخر المتصالح مع نفسه لا يتغير قيد انمله في تعامله مع من حوله، بتقلد المصب الجديد، بل يزداد تواضعا والفة مع من حوله، ويقال عنه انه (شبعان من بيت اهله) وقد مررت بأكثر من تجربة تؤكد ذلك، وتؤكد على هذه المنطلقات، وتواضع اصحابها واخلاقهم في تعامل التعامل ،مع الناس والمجتمع المحيط
ففي احد الايام أثناء دخولي إلى فرع احد البنوك وكان يجلس عند مدير الفرع معالي محمد داودية، ابو عدن، ولم أكن اراه لسنوات بعد ان اصبح نائبا ووزيراً، فاشحت بوجهي عنه ظننا مني أن يشوب سلوكه نوع من التعالي والتكبر، والترفع، بعد ان شغل هذه المناصب، وإذا به يناديني ويصرخ بأعلى صوته والتفت انا وذهبت اليه معانقا، وبادرني مستفسرا مني عن احوالي واشغالي ، وكنت قد عملت مع معالي ابا عدن فترة ، في صحيفة الاخبار اليومية، وكان مديري، ذاك النشط القدير،
وايضا تشرفت وعملت مع معالي ابا زهير، عمر ملحس وزير المالية الأسبق، وقد تدرج معي بالوظيفة لسنوات، وبعدها تركت عملي لأسباب قاهرة، وشاءت الاقدار ان اراه بعد ذلك بأكثر من مناسبة بعد ان تقلد منصب الوزارة، وكان خير زميل، فلم تغيره وظيفة الوزير ولقبه، بل زادته تواضعا وقرباً من الناس، وكنا نتعانق في كل مرة كنا نلتقي،
ان هذه التصرفات والسلوكيات، تدلل على عمق التربية وأصولها الاخلاقية الرفيعة التي نشؤا وتربوا عليها، وتؤكد على عمق درجة الوعي التي تلف سلوكهم وتؤطره مما يزيد في احترامهم وتقديرهم أمام الناس وأمام انفسهم، فهنيئا لهم هذه الطاقات وهذه الأخلاق والسلوكيات السوية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-09-2023 10:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |