بقلم : د. سالم نايف الكركي
يعد التوظيف جانبا حاسما في إدارة الموارد البشرية ويلعب دورا حيويا في تشكيل نجاح ونمو المنظمات. تقليديا، كان التوظيف مركزيا، مع وجود منظمة مستقلة للموارد البشرية مسؤول عن قرارات التوظيف عبر المنظمات بأكملها. ومع ذلك، هناك اعتراف متزايد بأهمية لامركزية عمليات التوظيف لتلبية الاحتياجات والمتطلبات الفريدة للمنظمات والمؤسسات المختلفة

تعتبر اللامركزية في إدارة الموارد البشرية موضوعا ذا أهمية كبيرة، خاصة في المنظمات الحكومية. يمكن أن يكون لامركزية التوظيف داخل هذه المنظمات تأثيرات كبيرة على عمليات التوظيف

دور اللامركزية في إدارة الموارد البشرية

تلعب اللامركزية دورا حاسما في إدارة الموارد البشرية، وخاصة داخل المنظمات الحكومية. ومن خلال تفويض سلطة اتخاذ القرار إلى المنظمات والمؤسسات، فإنه يتيح زيادة المرونة والاستجابة للاحتياجات المحلية الفريدة. فيما يتعلق بعمليات التوظيف، تمكن اللامركزية المنظمات والمؤسسات من التحكم بشكل أكبر في متطلبات التوظيف الخاصة بها

أحد الجوانب الرئيسية التي تنشأ من اللامركزية في التوظيف هو مفهوم التوظيف على أساس الحاجة والخبرة المطلوبة. ويضمن هذا النهج ملء الوظائف الشاغرة بأفراد يمتلكون المؤهلات والخبرات اللازمة الخاصة بمتطلبات كل منظمة أو مؤسسة. ومن خلال مواءمة متطلبات الوظيفة مع المتطلبات الفعلية للقوى العاملة على المستوى المحلي، يمكن للمؤسسات الحكومية تحسين الكفاءة التشغيلية الشاملة

ومن خلال اعتماد هذا النهج، يمكن للمؤسسات التأكد من أنها تختار المرشحين الذين أثبتوا بالفعل قدرتهم على أداء مهام وظيفية محددة بنجاح. وهذا لا يوفر الوقت والموارد فحسب، بل يزيد أيضا من احتمالية العثور على الأفراد المؤهلين الذين يمكنهم البدء في العمل بمجرد تعيينهم

كما يمكن التوظيف اللامركزي في المنظمات والمؤسسات من تصميم عمليات التوظيف الخاصة بها وفقا للاحتياجات والمتطلبات الفريدة لكل إدارة حكومية. غالبا ما يكون للمنظمات أهداف وبيئات عمل ومتطلبات مهارات مميزة؛ ولذلك، فإن النهج الواحد الذي يناسب الجميع قد لا يؤدي إلى نتائج مثالية

يوفر التوظيف اللامركزي العديد من المزايا

أولا: يعزز الكفاءة في عملية التوظيف من خلال السماح للمنظمات بتولي احتياجات التوظيف الخاصة بها. وهذا يقلل من التأخير البيروقراطي المرتبط عادة بعمليات صنع القرار المركزية

ثانيا: يسمح التوظيف اللامركزي بتحسين اختيار المرشحين من خلال المعرفة المتخصصة. من المرجح أن يفهم متخصصو الموارد البشرية في أقسام معينة المتطلبات الفريدة ومجموعات المهارات المطلوبة لمختلف المناصب في مجالات تخصصهم. وبالتالي، يمكنهم تقييم المرشحين بشكل أكثر فعالية واتخاذ قرارات مستنيرة

ثالثا : يوفر التوظيف اللامركزي مرونة متزايدة في التكيف مع احتياجات المنظمات والمؤسسات. غالبا ما يكون لدى المنظمات المختلفة احتياجات متقلبة من التوظيف بسبب التغيرات في الطلب أو أعباء العمل القائمة على المشروع. ومن خلال عمليات التوظيف اللامركزية، يمكن للمؤسسات الاستجابة بسرعة لهذه المتطلبات المتغيرة من خلال توسيع نطاق جهود التوظيف أو تقليصها وفقا لذلك

في حين أن هناك فوائد كبيرة مرتبطة باستراتيجيات التوظيف اللامركزية، إلا أن هناك أيضا تحديات أو عيوب او مشاكل محتملة

أولا: عدم الاتساق بين المنظمات عندما يتعلق الأمر بمعايير وعمليات التوظيف

ثانيا: عدم وجود مبادئ توجيهية موحدة لعمليات التوظيف وهذا يزيد خطر المعايير غير المتسقة ومن المحتمل أن تؤثر على الأداء التنظيمي العام والتماسك

ثالثا: احتمال للتحيز أو اتخاذ قرارات غير موضوعية عند اختيار المرشحين. وقد يؤدي ذلك إلى تناقضات من حيث دعم مبادئ تكافؤ فرص العمل أو تجاهل المرشحين المؤهلين بسبب المعايير التعسفية المستخدمة أثناء عمليات الاختيار