10-09-2023 09:21 PM
سرايا - واصل منتخب ألمانيا نتائجه المخيبة تحت قيادة مدربه هانز فليك، بسقوطه المدوي على يد اليابان وديا بنتيجة 1-4، أول من أمس، ضمن تحضيراته لبطولة كأس أوروبا 2024، التي يستضيفها على أرضه الصيف المقبل
وتلقى المنتخب الألماني ثالث هزائمه المتتالية، ليدق ناقوس الخطر قبل البطولة المرتقبة
وأدت الهزيمة إلى إقالة فليك من منصبه أمس، وفقا لما أعلنه الاتحاد الألماني، الذي أضاف ان مدير المنتخب الألماني ودي فولر، سيتولى تدريب الفريق مؤقتا في المباراة الودية المقبلة أمام فرنسا، قبل البحث عن مرشح جديد لتولي المنصب
وعلق فليك على الهزيمة بعد المباراة، قائلا: "نشعر بخيبة أمل بالغة، واليابان تملك فريقا رائعا، ولم نستطع اللعب بدفاع مترابط، إضافة إلى فشلنا في خلق الفرص للتسجيل"
ورغم ذلك، أشار المدرب الألماني إلى بداية فريقه للمباراة بشكل جيد، قبل أن يسجل المنتخب الياباني من أول فرصة سنحت له، مضيفا: "كان هناك القليل من الدعم الجماهيري داخل الملعب"
وأقر فليك بأحقية اليابان في الفوز، مشيرا إلى ارتكاب فريقه مجموعة من الأخطاء الفردية، التي كلفته الخسارة
وبسؤاله عما إذا كان المدرب الأنسب لقيادة "المانشافت"، أجاب: "أظن ذلك، لكنني أدرك أن هناك الكثير من التغييرات في عالم كرة القدم، ولا يمكنني معرفة ما سيحدث"
وأتم: "من جانبي، أرى أنني برفقة الطاقم الفني نحاول بذل قصارى جهدنا من أجل إعداد الفريق بأفضل صورة ممكنة، وأظن أننا نعمل بشكل جيد، وكذلك أرى أنني المدرب الأنسب"
ويكتفي منتخب ألمانيا بخوض المباريات الودية في الوقت الراهن باعتباره البلد المنظم لـ"يورو 2024"، وسيواجه نظيره الفرنسي وصيف بطل كأس العالم يوم غد، لكن خطر التعرض لمسيرة كارثية في النسخة المقبلة لكأس أمم أوروبا، أمر لا يمكن استبعاده أبدا
وصنفت صحيفة "بيلد" المدرب فليك بأنه "جاهل" بعد فشله في تحقيق الفوز للمباراة الخامسة على التوالي، وشهدت تلك المسيرة خسارة الماكينات أربع مرات
من جانبه علق الأسطورة لوثار ماتيوس بالقول إنه "يشك" في إمكانية استمرار دعم اتحاد الكرة الألماني للمدرب
ورفض فولر بعد انتهاء المباراة، منح دعمه الكامل إلى فليك، لكنه ألمح إلى أن سيحاول إنقاذ نفسه على الأقل من خلال المواجهة أمام فرنسا في دورتموند
وأشار فولر في تصريحات لمحطة "ار تي ال" بعد المباراة، "أنا مصدوم بعض الشيء، لم نعد ننتمي إلى الطبقة العليا بعد الآن"
وأوضح جوشوا كيميتش لاعب منتخب ألمانيا ونادي بايرن ميونخ قائلا: "عندما لا نقدم الجودة المطلوبة داخل الملعب طوال هذه الفترة الطويلة، علينا أيضا أن نسأل أنفسنا إذا ما كنا نتمتع بالفعل بالجودة العالية على الأصعدة كافة"
وانهالت الانتقادات اللاذعة على المنتخب الألماني بقيادة فليك، من قبل وسائل الإعلام المحلية
وعنونت صحيفة "بيلد" الشهيرة في عددها الصادر أمس، "عار عليكم!"، فيما تحدثت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" اليومية الكبرى في ميونيخ عبر موقعها الإلكتروني عن "كارثة أخرى"
وبدورها، كتبت صحيفة "فرانكفورت ال جماين تسايتونج" عبر موقعها الرسمي "الرؤية الألمانية للرعب"، مع صورة للوحة الإعلانات في ملعب فولفسبورج الذي استضاف الودية والنتيجة 1-4
بالنسبة لصحيفة بيلد، التي تحدثت عن منتخب "محرج ببساطة" في صفحتها الأولى، فإن "معجزة" فقط ضد فرنسا، بطلة مونديال روسيا 2018 ووصيفة قطر 2022، مساء غد في دورتموند ما تزال قادرة على إنقاذ رأس المدرب فليك من مقصلة الإقالة، بيد أن الاتحاد الألماني وضع حدا لهذه المسألة وأصدر قرار الإقالة مبكرا
ومنذ نهاية آذار (مارس) 2022، وحتى منتصف أيلول (سبتمبر) 2023، لعبت ألمانيا 17 مباراة رسمية وفازت في أربع فقط. في حين أن هوية المنتخبات التي فازت عليها تعكس المستوى الحالي لـ "دي مانشافت" هي البيرو 2-0، كوستاريكا 4-2، عُمان 1-0 وإيطاليا 5-2
وفي حال استثنينا المنتخب الإيطالي، بطل أوروبا 2021 الغائب عن النسختين الأخيرتين من نهائيات كأس العالم والذي يمر بدوره بمرحلة صعبة، فإن ألمانيا فازت فقط على منتخبات من الدرجة الثانية
من ناحيته، قال قائد المنتخب لاعب خط الوسط إلكاي جوندوجان عقب الخسارة: "ربما ينبغي علينا أن نقول إننا حاليا، من ناحية أسلوب اللعب، لسنا على مستوى منتخب مثل الذي واجهناه هذه الأمسية. ادعاءات بعيدة كل البعد عن الحقيقة"
وعندما سئل عما إذا كان ما يزال يثق في مدربه، أضاف لاعب برشلونة الإسباني "نعم. في مرحلة ما، لا يتعلق الأمر بالمدرب فحسب، بل أيضا بالمنتخب"
وضمن السياق ذاته، توصلت "فرانكفورت ال جماين تسايتونج" إلى استنتاج "مع الهزيمة أمام اليابان 1-4، وصلت حقبة هانز فليك إلى الحضيض. وفي النهاية، لا يبقى سوى الحكم: ليس على المستوى"
لكن يبدو أن ألمانيا اعتقدت أنها وصلت إلى الحضيض نهاية آذار (مارس) الماضي أمام بلجيكا، حين تعرضت لخسارتها الأولى 2-3 أمام "الشياطين الحمر" منذ العام 1954! أو حتى خلال الهزيمة أمام كولومبيا في منتصف حزيران (يونيو) 0-2 على ملعب "فيلتنس أرينا" في غيلسنكيرشن، غير أن رجال المدرب فليك يواصلون الغرق ولمس أعماق القاع أكثر فأكثر مباراة تلو الأخرى
تواجد المنتخب الألماني في المربع الذهبي لجميع البطولات الكبرى طوال عقد كامل، تحديداً بين الأعوام 2006 و2016 (ثلاث بطولات كأس العالم وثلاث بطولات أوروبية، وبلغ المجد بتتويجه بمونديال البرازيل 2014). ولكن مذاك، لم يعرف سوى خيبات الأمل مع أفضل نتيجة له بلوغه دور ثمن النهائي في كأس أوروبا 2021
واشتهرت الكرة الألمانية في السابق، بإعداد المواهب عبر منتخبات الشباب، إلا أنها حالياً تمر بأزمة نظام عميقة. فبعد احتلال "دي مانشافت" المركز الثاني في الألعاب الأولمبية في صيف 2016 في ريو، لم يتمكن من تجاوز الدور الأول في ألعاب طوكيو بعد خمس سنوات
والأسوأ من ذلك، أدى الفشل الذي رافق مغامرة منتخب الشباب ما دون 21 عاما في كأس أوروبا 2023 (خرج من دور المجموعات) إلى غياب ألمانيا عن أولمبياد باريس 2024. في حين أن التتويج باللقب الأوروبي لمنتخب ما دون 17 عاماً بمواجهة فرنسا هذا الصيف لم يجلب سوى القليل من البلسم إلى القلب
بدأ الاتحاد الألماني لكرة القدم، إصلاح النظام الكروي، والذي يتضمن بشكل خاص إلغاء التصنيف في بطولات الشباب، للسماح للأندية بتطوير اللاعبين من دون ضغوط الهبوط إلى مستويات أدنى
غير أن هذا القرار لم يحصل على الإجماع، إذ انتقد نائب رئيس الاتحاد المحلي للعبة ورئيس بوروسيا دورتموند هانز يواكيم فاتسكه، إحدى أقوى الشخصيات في عالم الكرة المستديرة الألمانية، بشدة هذا المشروع الفيدرالي، خوفاً من فقدان القدرة التنافسية، ما دفع رئيس الاتحاد بيرند نويندورف إلى إعادة صياغته على الفور. -(وكالات)