11-09-2023 08:35 AM
بقلم : جمال اشتيوي
يحمل الناطق الإعلامي لأي مؤسسة على اختلاف مسماها (وزارة، مركز، مديرية..) عبئا ثقيلا على كاهله، فهو إما أن يكون سببا رئيسيا في إظهار منجز المؤسسة التي يعمل بها، ومدى التصاقها بقضايا المواطنين وسعيه إلى حلها، أو يمثل حمولة إضافية عليها، فيطمس انجازها عن قصد أو عن غير قصد، ليطلق بذلك العنان للإشاعات وللضبابية.
نعاني أحيانا من غياب من يشغلون المهن الإعلامية في مؤسسات الدولة عن المشهد، فبعضهم يعتقد أن هذه الوظيفة وقت للراحة والاستجمام، ولتقاضي راتب خيالي من ضرائب الأردنيين بلا منجز، فلا يكون خبيرا في شؤون المؤسسة التي يعمل بها، أو عليما بقضاياها، فنحن على سبيل المثال أمام حكومة تسير بخطى ثابتة في مجال الإصلاح الاقتصادي والسياسي والإداري، فهل جميع الناطقين الإعلاميين يوازونها في الأداء، بإيصال ما يجري في المطبخ الوزاري بتركيز الضوء عليه.
من يستمع لآراء الشارع وكثير من الإعلاميين يكتشف أن ثمة حلقة مفقودة بين الحكومة والناس والإعلام، وغيابا لكثير من المعلومات والحقائق، ومن هنا نستطيع ان نقول إن التواصل ليس بالمستوى المطلوب، والأداء الإعلامي للمؤسسات الحكومية ليس كما ينبغي، ربما لضعف معلومات الناطق الإعلامي أو لعجز وكسل، رغم أن منجز هذه الحكومة يمكن الحديث عنه في مختلف القطاعات.
تقصير أو تغيب بعض الناطقين الإعلاميين عن المشهد، يربكه، ويدخلنا في دوامة الإشاعة والتذمر ويفقد الناس الأمل بما هو قادم، فتصريحات الوزراء وحدها لا تكفي، لأن لديهم مهام أخرى غير التصريح، والمطلوب ناطقون إعلاميون يوسعون دائرة الاتصال والتواصل الأفقي والعمودي مع الناس عبر مختلف أشكال «الميديا».
للناطق الإعلامي أهمية كبيرة في أي مؤسسة، فهو من يجيب عن استفسارات الإعلاميين التي تتعلق بالشأن العام، ويطل على الناس في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وبعض المؤسسات لديها عدد غير قليل من الإعلاميين، فهل يوازي عددهم منجزا ملموسا يقدم للناس؟!.. لو أجرينا دراسة كمية أو عددية لتواجدهم في المشهد الإعلامي، فهل بين هؤلاء الناطقون على سبيل المثال للناس أن ميناء العقبة لم يبع، وأن الخصخصة لها وعليها، وليست كلها شرا؟ هل تحدثوا عن القوانين المنجزة في عهد هذه الحكومة، وأثرها على حياة الناس؟.
اختيار الناطق الإعلامي استنادا إلى كفاءته يعين مؤسسات الدولة على ايصال رسائلها، وإضاءة المساحات المعتمة, والعكس صحيح!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-09-2023 08:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |