بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
مع ظهور الاهتمام بمشاكل ومعوقات التنمية الامنية، والتركيز على التحليل الامني لمعدل تراكم رأس المال الامي بصفته المُتغير الاستراتيجي المُهيمن في تحقيق التنمية الامنية ، والذي ينعكس على الاستثمار الضخم في هذا المجال الهام . ونتيجة لعدم قناعة بعض الخبراء الامنيين الا بنموذج النمو الكلاسيكي الامني ومنظومة القوة الناعمة الذي يعتمد على المصادر الداخلية للتقدم الامني في تفسير الإنتاجية الامنية ، وظهرت نظريات النمو الجديدة لاستكشاف العوامل المؤثرة في الأداء الامني على المدى البعيد، وترى هذه النظريات أن هنالك دور بارز لرأس المال البشري في النمو الامني ،كما دلت تجربة التطور الامني العالمي بشكل واضح بأن الكوادر الامنية المؤهلة بصفة خاصة أحد أهم العناصر لإعادة الإنتاج الامني والاجتماعي.


وأصبح التعليم والتدريب الامني الركن والمرتكز الأساسي للمهارات والخبرات من خلال التطبيقات العلمية وتطور الخدمات الامنية . خاصة الرقمية منها .وأضحى أحد المُحددات لأي دولة تسعى إلى زيادة النمو الامني فيها. ومن هنا جاء اتجاه زيادة الاهتمام بنسبة الالتحاق بالتدريب الامني والتعليم الامني لزيادة رأس مالها البشريالامني بهدف أن تمتلك الدولة قدرات أكبر في التنافسية العالمية الامنية من خلال فرقها التي تعمل في كافة ارجاء الكون ، وبالتالي ارتبطت الاستثمارات الكبيرة في القدرة على امتلاك رأس مال بشري امني كافي يمتلك المهارات المطلوبة والتي يحتاجها الاستثمار والوصول إلى التنمية الامنية وزيادة النمو الامني بشكل يتميز بالاحترافية والابداع .


ويعد الاستثمار في رأس المال البشري الامني في مقدمة القضايا التي تهتم بها الدول والمُجتمعات لما له من أهمية بالغة في تحديد عناصر حماية الإنتاج ومُحددات الإنتاجية ، ويعتبر مؤثر رئيسي في التنمية الامنية لذلك أصبح في مقدمة المقاييس الرئيسية لثروة الأمم البشرية، وبدأ الاهتمام بمشاكل التنمية الامنية ومتطلباتها من خلاتل التركيز على التحليل الامني ، وما هي الانعكاسات البيئة والمتغيرات التي تطرأ وبشكل مفاجئ هنا وهناك مما يتطلب تراكم رأس المال الامني، وهذا ما يتطلب الاستعداد والتدريب من خلال استخدام النمذجة والاستباقيات التدريبة لكثير من الاستجابات للكوارث أي كان نوعها وحجمها وشكلها ، وهذا ما يتمثل في فريق الانقاذ والاستجابة التابع للامن العام والذي يمثل رأس مال امني كبير ، وما تم من انجازات ومشاركات عالمية لهذا الفريق يٌعد اكبر استثمار في رأس المال الامني ، ويعتبر المٌتغير الاستراتيجي الامني لتحقيق هدف التنمية الامنية ، والمُتمثل في الإنفاق الاستثماري الضخم لمثل هذه الفرق وتدريبها والاستثمار فيها بشكل يجعل هذه الفرق مثالا يُحتذى .


ويُعد الاستثمار في رأس المال الامني المحرك الرئيسي للنمو الامني فمن الضروري تنمية الموارد البشرية الامنية لتساهم في رفع مُعدل النمو الامني وبشكل مستمر ليواكب المُستجدات العالمية ، وتعتبر عملية تنمية رأس المال الامني عملية ضرورية لتطوير القدرات والكفاءات البشرية الامنية، ولذلك تكمن أهمية دراسة العلاقة بين تنمية الموارد البشرية الامنية والنمو الامني، من أهم العوامل التي تؤثر على النمو الامني الذي يرتبط بالنمو الاقتصادي وانعكاسه على الاستقرار بكافة اشكاله وانواعه .