بقلم : د. هبة أبو عيادة
إن اتخاذ القرار جزء أساسي من مرحلة النضح والوصول إلى الرشد، وعملية مهمة في حياتنا؛ إذ نتخذ العديد من القرارات في كل يوم وفي كل مجال، وكما نعلم أن اتخاذ القرار يتطلب الكثير من الشجاعة والثقة بالنفس والحزم، وهذا ما أطرحه في مقالي هذا «قوة اتخاذ القرار».

وأقصد بقوة اتخاذ القرار: القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وتحديد الحاجات وترتيب الأولويات بشكل صحيح، وهذا يتطلب الكثير من التفكير والتحليل وطرح الخيارات مع ضرورة التحلي بالصبر والتأني والثقة في النفس والتغلب على التحديات التي تواجهنا لاتخاذ القرار السليم، فعندما نتخذ قرارًا، فإننا نحدد مسارًا ونتحمل المسؤولية والتبعات. فإذا كان قرارنا صائبًا، فسوف يؤثر إيجابًا على حياتنا وعلى حياة الآخرين، وإذا كان خاطئًا، فسوف يؤدي إلى نتائج سلبية. لذلك، يجب علينا أن نتأكد من أن قراراتنا صائبة وأنها تتماشى مع قيمنا ومع ما نريد تحقيقه في الحياة سعيًا للنجاح الشخصي والمهني.

إن القدرة على اتخاذ قرارات صائبة تؤثر إيجابياً على حياة الفرد وتعزز الثقة بالنفس كما جاءت في قوله تعالى {يا يحيى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} الثقة وعدم التردد والتسويف والتأجيل بشكل عام، وتعتمد قوة اتخاذ القرار على العديد من العوامل، أهمها الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي والصبر والتحليل الجيد. يجب أن نكون واثقين من قدرتنا على اتخاذ القرارات وأن نثق بقدراتنا، وألا نخاف من المخاطر التي قد تواجهنا،

عزيزي القارئ أطرح مجموعة توصيات لتعزيز وتطوير قوة اتخاذ القرار، أبدأ من ضرورة فهم أهمية القرارات الصائبة وتأثيرها على حياة الأفراد ونجاحه في مختلف المجالات، وبعد والفهم والإدراك ننطلق لتطوير مهارات اتخاذ القرار: من خلال الاستراتيجيات والنصائح التي يمكن اتباعها لتحسين قدرتهم على اتخاذ قرارات صائبة، مثل تحليل البيانات، والتفكير النقدي، واستشارة الآخرين. ويجب علينا التحقق من النتائج وتعديل القرارات: وتسليط الضوء على مراجعة النفس و تقييم الذات ونتائج القرارات لتعديلها وتحسينها عند الحاجة وكيفية التعامل مع القرارات الخاطئة وتحويلها إلى فرص للتعلم والتطور، كن واعياً بأهمية اغتنام واستثمار الفرص واتخاذ القرارات الصائبة وطور مهاراتك بشكل مستمر، واستشر الآخرين واستفد من آرائهم قبل اتخاذ القرارات الهامة، وكن مستعداً لتقييم النتائج وتعديل القرارات عند الضرورة.

ختامًا إن قوة اتخاذ القرار هي مهارة قابلة للتطوير، ويمكن للأفراد تعلمها وتحسينها على مر الزمن. من خلال فهم أهمية القرارات الصائبة وتطوير مهارات اتخاذ القرار والتعامل مع النتائج، يمكن للأفراد أن يصبحوا قادة في اتخاذ القرارات الصائبة، وبالتالي تحقيق النجاح والتقدم في حياتهم. ويجب أن نتذكر أن اتخاذ القرارات هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، وأنه يجب علينا أن نتعلم كيفية اتخاذ القرارات بشكل صحيح. إذا كان لدينا قوة اتخاذ القرار، فسوف نتمكن من تحقيق أهدافنا وتحقيق النجاح في الحياة.