حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2855

مجموعة العشرين ودخول الهند على الخط مع الصين

مجموعة العشرين ودخول الهند على الخط مع الصين

مجموعة العشرين ودخول الهند على الخط مع الصين

18-09-2023 11:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
الرد الصريح المباشر وبذات السلاح الحقيقي الذي تمتلكه الصين اليوم وهو سلاح التجارة العالمية منذ انضمامها له والمدعوم بقوتها الاقتصادية المتصاعده تم طرح مشروع الممر الاقتصادي برعاية امريكا علناً وبلا مواربه وهذا المشروع هو ليس المنافس لمشروع الحزام والطريق والذي هو احياء لطريق الحرير الذي هو صيني المنشأ والاصل وتريد الصين احيائه من جديد بل هو البديل المعلن والمتوافق عليه بقوة وذلك لقوة الدول التي تعهدت بمباشرة العمل بهذا المشروع البالغ الاهمية على كل المستويات وتحديداً الجيوسياسية والذي سيغير كثيراً من طبيعة العلاقات التجارية والاقتصادية بين آسيا مروراً بالشرق الاوسط وصولاً الى اوروبا بعمومها وبالتالي التأثير والتأثر العالمي سيكون حتميا بلا ريب على الرغم من تصريح مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الذي تقول فيه انه لا ينبغي ان يكون هذا المشروع اقصائيا وتقصد مشروع الحزام والطريق ويجب ان يكون منسجماً مع الاقتصاد العالمي بشكل تكاملي .


كنتُ اكتبُ هذا ولا زلتُ اعتقد جازماً ان الصين تعلم ان امريكا اختارتها لان تكون المًَصْنَع والمُصَنِّع الوحيد لمنتجاتها العالمية بشرط بل بشروط امريكية الخروج عنها كلفتها كبيرة وباهظة ربما لا تحتملها الصين وهو البديل الاحتياطي الجاهز والذي هو ليس بأقل كفاءة وقدرة منها وهي الهند الجاره ، وربما وكما يعلم الجميع ان العقل الهندي عند الاميركان لا يقل اهمية عن الصيني فهو موجود في اهم الجامعات واهم المراكز البحثية والعلمية الامريكية ، وهذا الامر
" الجار البديل " بالتاكيد كان هاجسا كبيرا يؤرق الصين ويجعل حركتها وتصرفها على المستوى الدولي والعالمي غاية في الاهمية والحساسية التي يترتب عليها اموراً لا تحمد عقباها وليست بواردها وان ثمنها هو الإضرار حتما بمصالحها ،
الصين دولة تسير في سياستها الداخلية والخارجية بناء على مبادئ يتبناها القادة الصينين جيلًا بعد جيل والخروج عنها امر مستحيل إنما ربما يكون هناك ما يسمى بتصحيح على بعض مبادئ الحزب الحاكم كما حصل بموضوع انفتاح الصين على العالم بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية وهذا الامر نادر الحدوث ويتطلب وقتاً من الزمن وبكل الاحوال لا تخرج الصين عن النهج الذي تمارسه على نفسها ولم تتعداه ولم تخرج خلف سورها العظيم منذ الاف السنين .

ما يهمنا نحن العرب في هذا الذي يحدث الان من تغيرات تعتبر كبرى فيما يتعلق بمشروع الممر الاقتصادي هو ان كلمة العرب كانت هي المفصل والمحور والمرتكز والاعلان كان رسميا من العرب ممثلاً بصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ومباركة وموافقة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وما يعنينا اكثر ان هذا الموقف العربي وهذه المشاركة العربية الفاعلة لم تأت ولم تكن نتيجة ضغوط مورست عليهم او املاءآت عالميه انما كانت نتيجة دراسات ورؤية واضحة المعالم لسياسة الحكومات العربية المعنية بهذا المشروع والتي هي جزء من رؤيةٍ تم العمل بها وتنفيذ مراحل منها الى ان تكتمل في عامها المعلن ٢٠٣٠ وهذا نهج عربي يهم العرب جميعاً لان نظرة العالم الآخر للعرب هي نظرة شمولية.

لم يكن غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ من اجل عيون روسيا ولا كرهاً باوكرانيا التي كما قالت كثير من الصحافة الاوروبية انه تم التخلي عنها او المساومة عليها ، بل سبب الغياب لانه يعلم ان طرح هذا المشروع البديل لطريق الحرير انما هو ضربة قاصمة للصين وان تاجيل هذا المشروع او تاخيره اصبح مستحيل فكان الغياب أفضل بكثير من الحضور ،
ليس من مصلحة الصين معاندة الامريكان ، فهاجس البديل الذي كانت تخشاه أصبح اليوم واقعاً وحقيقي وربما نشهد في المقبل من الايام تغيراً في الموقف الصيني وليس شرطاً ان يكون معلَناً ، الصين برغم حجمها وقدرتها وامكاناتها فهي في حقيقة امرها لا تريد ان تكون اكثر من التاجر الاكبر على مستوى العالم تحظى بمكانة مرموقة وتكون في الصف الاول مع اللاعبين الكبار وشرطها الوحيد ان تكون حسب وجهة نظري شخصيًا الزعيم الاقتصادي الاول وكبير التجار .

ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب ان المصالح هي التي تحكم العلاقة بين الدول ودليل ذلك البيان الختامي لقمة العشرين يوم الاحد الماضي الذي فاجأ على وجه الخصوص الأوروبيين فيما يخص الحرب الروسية الاوكرانية بعدم ذكر روسيا على الاطلاق ،
وكذلك فإن الموقف الروسي مستهجن جداً في تخليها عن الصين فيما يتعلق بالمشروع الاقتصادي العالمي والذي له الاثر السلبي المباشر على الصين ، وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في غياب بوتين عن هذه القمة وإلا فان ما ورد في البيان الختامي كان مشجعاً على حضوره حيث انه لم يتم ادانته او حتى لم يتم ذكر اسم روسيا كدولة معتدية على الاطلاق ،
ما ورد على لسان الرئيس التركي في عدم تجاهل روسيا فيما يتعلق باتفاقية شحن الحبوب ما هو الا دليل على ان روسيا ايضاً تطلب ود امريكا وانه لا مصلحة لها في معاداتها ظاهراً وباطنا ،
المتضرر الاكبر في الوضع العالمي والدولي اليوم بعد اوكرانيا هي اوروبا باكملها ، وهذا دليل على ان سياسة المصلحة هي الفيصل في العلاقات الدولية وهي التي تفرض نوع وطبيعة هذه العلاقات ومن اجل تحقيقها لا يتم اخذ اي اعتبار لاي موقف او رأي كان حتى لو كان في ذلك الدوس على كل المبادئ او التخلي عنها مطلقاً كما نرى اليوم على ارض الواقع .

الدول الثلاث الاقوى اقتصاديا على مستوى العالم بعد امريكا وهي الصين واليابان والمانيا لم يشفع لها هذا الامتياز ولا هذا الاقتصاد المتين بأن تفرض رايها على المجتمع الدولي منفردة او مجتمعه على الرغم من المفهوم السائد بان الاقتصاد هو قائد السياسة او عمودها الفقري بمعنى من المعاني ، والصين اكثرهم ادراكاً لحقيقة ان الاقتصاد ان لم يكن له قوة برية وبحرية وجوية ونفوذ مالي يخترق الحدود يبقى الموضوع محصوراً في نطاق محدود مرن يتماشى ويتماهى مع الموقف العالمي ولا يقوى على الصدام ويحتاج الى دبلوماسية ناعمة متوازنة يمكنها من الاستدامة والبقاء في وضع يجعل شعوبها في وضع مريح في ظل بيئة عالمية اقتصادية مرتبكة الى حدً ما ، وهذا ما تتبناه السياسة الصينية الان في مسيرتها الاقتصادية المتصاعدة والتي رأينا قوةً شراستها وتاثيرها المباشر المؤثر في دفاعها عنه والذي تجلى فيما حدث منذ ايام في الضربة الموجعة التي تلقتها فخر ودرة تاج الصناعة الامريكية أبل عندما منعت الصين استخدام هاتف الآيفون في بلادها فخسرت الشركة العملاقة ترليونين في يومين ، وهذا هو الميدان والساحة التي تتسيدها الصين وبامكانها فرض كلمتها على الرغم من انواع الحصار المفروض على قطاع مهم من صناعتها فرضته عليها امريكا ودول اوروبيه وعلى الرغم من بعض القيود ،
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 2855
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-09-2023 11:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم