18-09-2023 03:33 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 6،)
الله سبحانه وتعالى علم بعلمه الازلي ,وقبل خلق الانسان ,علم بعلمه الغيب بمن يؤمن ومن يكفر ,فالله سبحانه وتعالى ليس عليه زمان ولا مكان ,لهذا ذكر في الكتاب مشاهد من اليوم الاخر, ..........
يبين الله تعالى حقيقة الاصرار على الكفر,, انه من التكبر والعناد ,رغم كل سبل الهداية ,سبيل هداية قلوب الانفس وقبل تزويجها في الابدان (﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ﴾.
سبيل هداية السمع من هداية الرسول ورسالته الدالة ,التي تخاطب العقل ,وقدرته على التعقل والتدبر ,توصل الانسان للحق ,كما تخاطب النفس فالرسول بعث لتذكير النفس بما شهدت (فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى﴾ ﴿سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشى﴾ ,والخشية من الشعور ,والشعور في الانفس ,وضميرها في القلوب ,كما ان الايمان في القلوب,فالذكرى للانفس وما انفطرت عليه ,من خير لاتباعه ,ومن شر لنهي هواها ...
سبيل هداية البصر ,الذي يبصر خلق الله تعالى ,ويبصر نظام هذا الكون ,يبصر ايات الله تعالى المنظورة ,وذكرها في الكتاب الكريم ,وتبيانها لفهم العقل بالتعقل والتدبر,مثل احياء الارض بعد موتها ,كيفية تشكل المطر ,خلق الليل والنهار والولوج بينهما ,كل الايات المنظورة , (الشمس والقمر بحسبان )والإعجاز في كتاب الله ,وكل ما سخر للانسان ..........
الايمان بالقلوب ,لهذا جاءت الرسالة بقسميها ,قسم التوحيد لتنظيف القلوب من كل المعتقدات الخاطئة ,واليقين بالحق ,لمنحها قوة التحدي في الصبر,لمنحها قوة حب الطاعة ,وكره الباطل ,وكل ما جاء في الرسالة ........
الايمان في القلوب التي اودع الله تعالى فيها ,القوة, والشجاعة ,والكرم ,والفراسة بمعرفة لحن القول ,وسمات الوجوه ,وبالايمان تزداد قوتها ,والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف(درجات الايمان ),فالحق قوة والباطل ضعف ,هذا ما يلمسه الانسان عندما يكون على حق او باطل({يا أَيُّهَا النَّبيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ ) المخاطبة بصفة النبي فيها دلالة على اولى مراحل الدعوة ,وذكر حسبك فيها دلالة, على تجمع الشر لقتال النبي ومن معه من المؤمنين, للقضاء على الدعوة من خلال القضاء عليهم ,والتحريض للدفاع عن الدعوة وبقوة الايمان بها ..................
كما جعل الله ادنى درجات الضعف والوهن في قلوب الكفره والمنافقين ,لحبهم للحياة وخوفهم من الموت , من هوى انفسهم في قلوبهم,هوى الانانية وما ياتي منها من شر وخداع ومكر وكل انواع الفواحش وهذا ما نرى ونسمع اليوم ,فوصف الله تعالى قلوب المنافقين بالمرض, من الكذب والخيانة,وهذا ما نخشاه اليوم ,فالأيمان يجمع القلوب على قلب واحد ,لاعتصامها بحبل الله تعالى ,وتفرقت قلوب الكفر والنفاق لاعتصامها بهوى انفسها ...............
د. زيد سع ابو جسار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-09-2023 03:33 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |