21-09-2023 09:13 AM
بقلم : محمد بركات الطراونة
حين يعتلي جلالة الملك عبدالله الثاني أكثر المنابر أهمية وأوسعها انتشارا ً وهو منبر الأمم المتحدة، يسمع العالم الحكمة والعقلانية والاتزان في الطرح، أساسها الثقة التي يحظى بها جلالته بفضل ما يتمتع به من صراحة ووضوح.
جلالته وهو رأس الدبلوماسية الأردنية يحرص على المشاركة سنوياً في كل مداولات واجتماعات الأمم المتحدة، من منطلق دور الأردن وحضوره الفاعل عالمياً، ويعطي دفعة وقوة للحضور العربي، ليقدم جلالة الملك خطاباً يسمع العالم من خلاله مواقف الأردن تجاه مختلف القضايا، على الساحتين الإقليمية والعالمية.
مضامين خطاب جلالة الملك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت مستوحاةً من فهم وإدراك عميقين، وقراءة متفحصة للوضع العالمي المضطرب، وقضايا المنطقة وتحديات المرحلة، في ظل التباين والتنافس المحموم بين دول العالم، الأمن الوطني والحفاظ عليه كان واضحاً، وبارزاً في خطاب جلالته من خلال تأكيد الأردن وحرصه على حماية أمنه الوطني جراء تداعيات الأزمة السورية، وحرص جلالة الملك على المطالبة وبشكل صريح بإعادة بناء رسم ملامح المستقبل، على نحو يحقق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويضع العالم أمام مسؤوليات، إتجاه تحقيق الوئ?م بين الشعوب، ويؤسس لمرحلة جديدة يسودها الاستشراف والإنتاج والإستقرار السياسي.
لم يكن الخطاب الملكي نمطياً تقليدياً، بل كان مباشراً ودخل في العمق، وحمل دلالات ومضامين، تؤشر في جوهرها إلى إن الفهم الخاطئ، وتغليب المصالح الذاتية وصراعات القوى والأطماع تثقل كاهل المنطقة، وكالعادة حمل الخطاب الملكي أمام الامم المتحدة، عناوين الحكمة والعقل والفهم العميق لما يدور في العالم، وسبل الخروج من ذلك، وتجاوز التحديات، وهي سمات تميز بها صوت الأردن القوي دوماً تجاه مختلف القضايا.
بوصلة الخطاب الملكي اتجهت كعادتها بكل قوة إلى القضية الفلسطينية، التي تعتبر أولوية أردنية، وكالعادة عند حديث جلالة الملك أمام مختلف المنابر العالمية فهو الصوت العربي الوحيد القوي الذي يحمل ملف القضية الفلسطينية، كأولويه القضايا الوطنية، من حيث التأكيد على أن غياب العدالة وعدم إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، المشروعة واستمرار التعنت إلاسرائيلي والتوسع في بناء المستوطنات يؤدي حتماً إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعرقل مساعي التوصل إلى حل عادل ودائم في المنطقة، حيث أن للفلسطينيين الحق قانونياَ وسياسياَ ?أخلاقياً في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
ونظراً لما يشهده العالم من توتر، وما لذلك من تأثير على الأوضاع الاقتصادية، فقد قدم الخطاب الملكي رؤية واضحة وصريحة تؤكد أهمية تفعيل التعاون الاقتصادي، وإيجاد شراكات حقيقية على مستوى الإقليم، لمواجهة ما يشهده من مشاكل تتمثل بالفقر والبطالة وغياب العدالة، وأهمية توفير الأمن الغذائي، ولم يخف جلالته القلق من زيادة تحمل الأردن أعباء اللاجئين الذين يشكلون ثلث سكان الأردن، وما يتطلبه ذلك من تحمل مسؤولية العناية بهم ورعايتهم على حساب المواطن الأردني وما يشكله ذلك من أعباء على موارد الدولة المختلفة، خاصة مع تراجع ا?اهتمام الدولي بشؤون اللاجئين ووقف الدعم المقدم لهم، وما يشكله ذلك من خطر على مستقبل الأجيال الصاعدة منهم مما قد يحرمهم من حقهم في تلقي تعليمهم، ويجبرهم على العمل لتأمين متطلبات حياتهم اليومية.
جلالة الملك قدم أمام العالم رؤية ثاقبة وعميقة لحل مشاكل الإقليم والعالم عن طريق الحوار الهادف والمسؤول، دلالات كثيرة حملها خطاب جلالة الملك، أكدت أن جلالته متابع وباهتمام لكل ما يشهده العالم من تطورات، وخلص الخطاب إلى أهمية عدم تجاهل ناقوس الخطر الذي يدق في العالم والمنطقة، الأمر الذي يحتم تحقيق مستقبل أفضل لتجاوز كل هذه التحديات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-09-2023 09:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |