23-09-2023 02:10 PM
بقلم : سيف منور
مستلهما من الارشيف القديم في الوقائع غير المكشوفة ، وبقدرةٍ ما وذلك لتبيان حقيقة الاشياء المبهمة ، اعتقد ان الصدق الشديد في كشف الاراء باتجاه اي موضوع يعتبر حديث الساعة ، من خلال التعمق في التحليل ، وابداء الراي لمعارضين الافكار والاراء الصادقة بشكل خفي ، يجعل صاحب هذه الاراء والافكار عرضة للاستهداف في المستقبل ..
كيف ذلك ، المقدمة الهزلية تحمل فيها طياتها الكثير من الجد ، حيث المصون عن كل تبعة او مسؤولية في اي نظام عربي هو شخص واحد ، اما الباقون فهم رهن اخطائهم التي قد يقعون بها ، في حال انهم مالوا عن الطريق ولو لبرهة من الزمن ، فكيف من الممكن ان يكون الصدق انجى في هذه الحالة ..
الصدق هو ما ينهي درب الطموحات الشخصية في بعض الاقاليم ، والكذب هو ما يجعلك ترتفع مقاما تلو مقام ، وبنظرة مراقب ، تستطيع ان ترى بتجلي ان وراء هذا المشهد هو ان الشعور بالغيرة والحسد والكره الدفين للاخر هو ما يملأ قلوب الكثيرين ، وحتى هؤلاء النفر لا يرون ان الساعة قد حانت او حتى اقتربت للبوح بهذا الازدراء علانية ، اذ يدعونك حتى تفرغ مافي جوفك من حقائق ومشاعر واراء وخطط ونظرة مستقبلية واعدة ، مدعين ان ما تقوله هو عين الصواب ، وهو كذلك ، ولكنهم لا يريدونه ، فكيف سيتغلبون على ما اردت ، سيعرفون مبتغاك ثم يسعون ان لا تحصل عليه ، وهكذا يتركونك تقول ما تشاء حتى تخسر في النهاية ، وهذا ما سوف يحدث فانت الخاسر دوما ، الست انت الصادق ..
الكذب انجى ، والتزييّف اسلم ، والنفاق انفع ، والتظاهر بالحماقة افيد ، مع علمنا ان المروءة والشرف يرفضان ان يختلطا في ذهن الشخص ان كان قد وطأه الكذب ، فالكذب ان اختلج قلب الفارس حد من فروسيته ، بل قتلها ان صح التعبير ، فالفارس لا ينتصر بالمواراه ، وان انتصر فقد هزم في قلبه ، والفارس لا يكون فارسا دون فطنة ودهاء ، وهذا ما اردنا ايصاله في هذا المقال ، لكي يعلم من اراد التفكر ان وراء الاكمة ما ورائها ، فان اعتى الرجال يرفضون ان يروا الحقيقة الجارحة ولو كانت نصب اعينهم ، حيث يبقى من اراد التظلل في حبائل الكذب والتدليس خلف الستار الى ان تحين لحظة اقتناص الفرص ، ليصبح سيدا ، وذلك لانه قد اكتسب ما خسرناه ، وتعلم مما فقدناه ، واخذ جهد غيره ليصل الى مبتغاه ، وهنا المفارقة ، فالصادق خاسر والكاذب فائز ، وسيبقى هكذا الى ان تتغير المعادلة وتعود الاشياء الى طبيعتها ..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-09-2023 02:10 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |