24-09-2023 08:50 AM
بقلم : بلال حسن التل
يوم الجمعة الماضي كان ناصر عريسا، وناصر شاب شب على تقوى الله وبر والديه، وصلة رحمه، وهي مناقب لم يتلقاها ناصر من كلية شريعة، ولا من معهد علوم دينية، كما أنه لم يتلقاها من واعظ، لكنه تعلمها من ابيه، وهو تعليم لم يتم بالاقوال و المواعظ، لكنه كان تعليما بالممارسة، والقدوة الحسنة، فقد كان والده ممن يلازمون المساجد، كما كان حريصا على صلة رحمة، فانا لا أكاد اذكر يوما لم أشاهد سليم (أبو ناصر) في بيتنا زائرا لشقيقته التي هي زوجتي 'سميرة المغربي' رحمها الله، وأن لم يستطع الزيارة في يوم من الايام لسبب قاهر، فقد كان ?لهاتف وسيلته للقيام بما كان يعتقد انه واجبه في صلة الرحم، وعندما اصيبت شقيقته 'سميرة '، بالمرض كأنه لم يتصور فراقها، فغادر الحياة الدنيا خلال أيام من تلقيه خبر مرضها، ولم تمضي شهور قليلة إلا وقد لحقت به شقيقته 'سميرة'، كأنما قدرهما رحمهما الله ان يؤنس كل منهما الاخر في غربته، فقد عاشا كلاهما بعيدين عن مسقط راسيهما ومكان سكن باقي اسرتها في نابلس،في صورة مصغرة لمعاناة أبناء فلسطين، ضحايا التآمر الدولي، وظلم الرأي العام العالمي، وشاء الله ان يحتظن ثرى عمان جسديهما وجسد والدتهما، بينما يحتضن ثرى نابلس جثمان وا?دهما رحمهم الله، فقدر ضفتي نهر الأردن أن تظلا متلاحمتين أرضا وتاريخا وصهرا ونسبا.
في كل هذا الذي قلته، كان ناصر رفيق أبيه، في المسجد وفي صلة الرحم، لذلك تشرب الكثير من أخلاقه وصفاته خاصة هدوءه، وها هو قد صار عريسا محققا لأبيه أمنيته في تزويجه، وهو الزواج الذي غاب عن حضوره الأب والعمة، أما أنا فلم أقوى على حضوره، لأن الحضور كان سيزيد من ألم الفراق، وسيثير الخيال، بصور سميرة وهي تملأ المكان بحضورها الطاغي، وبتفقدها للكبيرة قبل الصغيرة، وبحرصها على راحة الجميع، من خلال الأتقان في كل شئ، فكيف والاحتفال بزواج ناصر الذي كانت تتمنى أن تراه عريسا، لكن قدر الله لم يشأ لها ذلك، وجعلني أعجز من أن ?حضر فرحا لا تزينه سميرة رحمها الله، وبارك الله لناصر حياته الجديدة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-09-2023 08:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |