25-09-2023 09:11 AM
بقلم : سهير بشناق
أطلعتني إحدى الاخصائيات للمعالجة النفسية والسلوكية على أحد أكثر الأسباب شيوعاً لصعوبة العلاقات وخاصة «الازواج» وهو انعدام الثقة والأمان فيما بينهم... ووصولها إلى النهايات إما بالطلاق أو الانفصال العاطفي!!
تلك الثقة التي تتسع مفاهيمها ولا تتعلق فقط بالخيانات بل تمتد لتتعلق بطرفي العلاقة بحيث تفقد المرأة وكذلك الرجل ثقتهما ببعضهم البعض وتلك من أصعبها.
وتختصر الاخصائية الحكاية بوصفها بأن شعور الإنسان بأنه «يهون» على الطرف الآخر بالعلاقة صعب ويؤدي إلى عدم الأمان والشعور بعدم الثقة بالاستمرارية.
استوقفني ذاك الوصف كثيراً وكأنه يختصر كل ملامح الحزن والتعب التي قد يصل إليها الكثيرين دون أن نعلم كيف تغيروا وكيف أصبحت ملامحهم متعبة وكأنهم كبروا سنوات وسنوات.. فنشعر بأنهم فقدوا بريق العمر.. وما العمر سوى أن نستريح بقلب لا يخون ونفس ترافقنا بكل محطات الحياة فتكون السند والملجأ ولا نهون عليهم.
كم من الألم الذي يمر بالقلوب لأنها تأذت بمواقف وبخيبات لم تكن تستحقها و«هانت» على من تحب لتتعلم أن لا أحد يبقى للنهايات.. وأن كل وجع مر بالقلب وكل تخلى ونحن بأمس الحاجة لوجودهم أفقدنا القدرة على إعادة الثقة للقلوب.
أجمل ما في العلاقات الإنسانية والحب باختلاف أشكاله أنه يمنحنا القوة بأن نثق بالآخر ونلغي أي احتمال بأن «نهون» على من نحب.. فنحزن ولا نجدهم يبددون أوجاعنا... وكأن «الحب» يمنحهم الحق باغتيال مشاعرنا ومضاعفة أوجاعنا والتخلي عن احتياجنا لهم.. فنهون وكأننا لم نحب.
«الثقة» بالآخر هي الحب.. وأن نثق بأننا سنبقى الأغلى بقلوبهم.. وأن العمر لا يمضي دون وجودهم ليبقوا هم خارج حدود التعب والوجع والغياب.
أمام كل ألم قلب وكل انتظار وكل مواقف.. كانت يجب أن تكون بحجم الحب ولم تكن تبقى الثقة بالآخر وبالحب هي كل الحكاية وغيابها خيانة للقلوب التي بعد أن تدرك أنها هانت على من تحب.. وأن كل شيء ممكنا لا تعود ابدا كما كانت ولو لم تنتهي تلك العلاقات بالرحيل
في تلك اللحظات التي ندرك بها معنى «الثقة» وكيف تغيرنا إن غابت.. سنكتشف فقط لماذا الآخرين متعبين.. وكيف يمكن أن تتغير ملامحهم ويكبرون بأرواحهم ويتساءلون هل كان الأمر يستحق أن «نهون» على من نحب فمن يعيد الثقة لقلوب تعاني بصمت وتستمر بحياة لا روح فيها ولا أمل.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-09-2023 09:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |