26-09-2023 09:20 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
يصادف المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء الموافق السابع والعشرون من سبتمبر للعام (2023)، هو ذكرى ميلاد النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، القائد القدوة، الصادق الأمين، الذي أرسله الله تعالى إلى البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وإلى الهدى من الضلال، وإلى الإسلام ومن الكفر والشرك. وقد ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة في الثاني عشر من ربيع الأول، في عام الفيل، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الأشرم هدم الكعبة، فأرسل الله تعالى عليه طيور الأبابيل، فأهلكته وجيشه.
عرّف نبينا الكريم بأنه قائدًا عظيمًا، فقد قاد أمة الإسلام من قلة إلى كثرة، ومن ضعف إلى قوة، قوة ومن ظلم إلى عدل، ومن جهل إلى علم، ومن اتباع إلى تحرر وتفكير، وقد تميزت قيادته للأمة بالعديد من الصفات التي جعلته قائدًا ناجحًا يفتخر به، وأنموذجًا يحتذى به على مر التاريخ، وقدم لنا صلوات الله عليه معاييرًا استراتيجية للقيادة ومن أهمها ما يلي:
أولاً: الإيمان القوي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا قويًا بالله تعالى، وكان هذا الإيمان هو أساس تقوى الله وتفويض الأمر إليه، والتوكل وليس التواكل، والسعي وليس التراخي من خلال قيادته الناجحة.
ثانيًا: الأخلاق الحميدة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب أخلاق حميدة وغرس القيم والأخلاق الصحيحة، مثل الصدق والأمانة والعدل والشجاعة والرحمة، وقد ظهرت هذه الأخلاق في جميع جوانب حياته، بما في ذلك قيادته فنحن أمة عرفت بالأخلاق.
ثالثًا: الحكمة والعقلانية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حكيمًا وعقلانيًا في قراراته، وكان يأخذ في الاعتبار جميع العوامل قبل اتخاذ أي قرار، وضرب لنا أفضل الأمثلة في الشورى واتخاذ القرار الجماعي والنقاش واحترام الرأي الآخر.
رابعًا: القدرة على الإقناع: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قادرًا على إقناع الناس بأفكاره، وكان يفعل ذلك باستخدام الحجج المنطقية والعاطفية.
خامسًا: القدرة على التأثير على الآخرين: وهي جوهر القيادة؛ إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قادرًا على التأثير على الآخرين، وكان يفعل ذلك باستخدام أخلاقه الحميدة وحكمته وشخصيته القوية. وإذا أردنا أن نطرح بعض الأمثلة على صفاته القيادية رضوان الله عليه: عندما تعرض لظلم قريش، لم يرد الإساءة لهم، بل صبر وتحمل حتى نصر الله تعالى دينه. وعندما أراد نشر الإسلام، لم يفرضه على الناس، بل دعاهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وعندما واجه معارضة من الكفار، لم يستسلم، بل واصل دعوته إلى الله تعالى. وعندما قاد المسلمين في المعارك، كان دائمًا يهتم بمصالحهم ويحرص على سلامتهم. إن صفات رسول الله القيادية أنموذج يحتذى به لكل زعيم أو قائد، فهي صفات ضرورية لتحقيق النجاح في القيادة.
ختامًا إن يوم ميلاد خاتم المرسلين هو يوم عظيم وله أهمية كبيرة للمسلمين، فهو يوم ميلاد أعظم قائد عرفته البشرية، وخير الناس أجمعين. ويحيي المسلمون المولد النبوي الشريف في جميع أنحاء العالم الإسلامي، إذ تقام المواعظ الدينية والدروس الثقافية، وتبادل التهاني والتبريكات. لما للمولد النبوي الشريف من معاني أهمها تجديد المحبة والعهد والولاء لله تعالى ورسوله الكريم وتذكير المسلمين بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الحميدة، خصوصًا ببث رسائل المحبة لأبنائنا والدعوة إلى التمسك بالإسلام ونشر تعاليمه، وغرس الأخلاق الحميدة والقيم السليمة وإحياء السنة النبوية والسنن المنسية فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))، رزقنا الله وإياكم شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-09-2023 09:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |