بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
نحن تراكم لحظات من مستقبل الزمن ,’تبدوا على مراحل اعمار البدن ,وتبدو في اطوار الفكر بعطف العلم وظن الجهل ,وتبدوا المشاعر بنمو تعس الشقاء او بسعد الخبر, .نحن تراكم لحظات ماضي اختمها بلحظة حسن الخبر .............
مع بداية خلق الانسان ,يبدأ عداد لحظات العمر عليه ,لحظات تراكمية تبدو على كل مكوناته ,فالإنسان مجموعة لحظات ماضي عاش لحظاته لحظة بلحظة ,فالإنسان لا بد له يبني ماضيه بكل لحظاته بالخير والامل ,لان الانسان يعيش على تراكم ماضيه ,فحسن التربية من الصغر ,تبقى ذكريات ماضيها مخزونة يتزود بها الانسان لتفاعله مع مستقبل لحظات الزمن,لهذا فمن حسن التربية ,ان لا يشاهدوا او يسمعوا ,شجار الاباء , اوالكلمات البذيئة ,او كل اشكال العنف ,لان عقل الطفل مشغول في كتابة ذكريات السمع والبصر لنهج حياة لحظات الزمن , نحن ماضي من نجاح او رسوب حاضرة في لحظات الزمن ,فمن جد في ماضي لحظات زمانه نجح ,فالنجاح يبنى لحظة بلحظه ,ليعيش الانسان ماضيه في مستقبل الزمن ,كل الامثال قيلت اخبارا من حكمة مضى عليها الزمن ,(خبي قرشك الابيض ليومك الاسود) ,فماضيك ينجيك من تقلب لحظات مستقبل الزمن ...............
نحن نعيش الماضي بعاداته وتقاليده ,وهي من صنع الانسان قابلة للصح والخطاء ,نحييها بلحظات حياتنا رغم ان بعضها غير مقبول لكنها عادة طبع ماضي, غلبت حاضرالتطبع ,لهذا فان الدين لا ياخذ به كعادة ارث ,من ماضي الزمن,انما ياخذ بعلم والدين حاضرا ليس عليه زمن في اصلاح حياة البشر ,مثل ذلك من قالوا وجدنا ابائنا على ملة الكفر,ومثل من انتسبوا لدين ابائهم بالمسمى وبصورة الاسلام ,انما يؤخذ بعلم له فضائله في حياة البشر ,ياخذ بقوة حب تجلي القلوب من دنس حب طغيان اوهام الحياة, لخسارة انسانية حياة البشر .............
جاء الاسلام برسالته الخالدة ,بمفهوم اصلاح الحياة من مقتبسات ماضي الجهل ,من موروث ماضي حياة البشر ,جاء ليحرر الانسان من المعتقدات الخاطئه ويحرر فكره من امعة فكر ضلال البشر من المغضوب عليهم ,يستفتي قلبه ولو افتوه كل البشر , جاء ليربي هوى النفس بخير زاد العقل.............
الانسان كان دائما في رعاية الله تعالى ,منذ خلق ادم عليه السلام ,فقد جعل في مكنون نفسه حب الخير ,وكره الشر ,ووهبه ادراك العقل تمييزه بعلم الخير وعلم الشر ,فالحب هو اكبر محفز في حياة الانسان ,لهذا ربط الله تعالى حبه بإتباع الرسول باحياء سيرته ,والكره هو اكبر محفز لكره الشر ,لهذا لن نجد من يسوقوا كل انواع الشر بمسمياتها الصحيحة ,فقيل الربا مثل البيع ,وسميت الخمرة بالمشروب الروحي ,الكذاب يدعي الصدق ,والمنافق يدعي الايمان ,الغشاش يخفي غشه ,وفساد الاخلاق سميت بالحرية ,والتعدي على الحقوق بالواسطة ,والرشوة بمسمى الهدية ,ونهب خيرات الامم وزوالها بمسمى الاستعمار ......................
كل ذلك يكشف كذب الكفر وتضليله للبشر ,حين يكفرعلى الصدق والصدق هو الايمان ,ويضلل بكفر مسميات الشر ,بمسميات الخير ,فكل الناس بالفطرة ,وادراك العقل مسلمون ,انما هو من ضلال الكفر وتشويه الاديان لعدم نهي النفس عن هواها ,الدين صالح في كل زمان ومكان , حاضر في ماضي وحاضر الانسان ,لهذا لاخوف من مستقبل لحظات الزمان ,ولا حزن من لحظات ماضي الزمان .اسال الله تعالى ان ينعم علينا بحسن خاتمة لحظات حياتنا ,اللهم امين
د. زيد سعد ابو جسار