حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 63669

الطفيلة .. "البحث عن الدفائن" بين وهم الغنى والوقوع في شرك المحتالين

الطفيلة .. "البحث عن الدفائن" بين وهم الغنى والوقوع في شرك المحتالين

الطفيلة ..  "البحث عن الدفائن" بين وهم الغنى والوقوع في شرك المحتالين

28-09-2023 08:35 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - إذا كان على الصخرة إشارة أفعى متجهة نحو الجنوب، فإن ذلك يشير أنه يجب عليك التوجّه إلى اتجاه الجنوب من الصخرة، وتحسب المسافة رياضيًّا، حيث أن كل (1) سم من طول الأفعى يساوي (1) متر من المسافة الواجب قطعها للوصول إلى الدفين المنشود، هذا ما قاله أحد الباحثين عن الدفائن في الطفيلة.


وأدعى الباحث نفسه أن العديد من الرموز والأشكال المرسومة على الصخور تدل على أسرار تخص مكان وطبيعة الدفين، ومن أي الحقب التاريخية يعود، وكميته.


وأكد على أنه يبحث عن الدفائن منذ ما يقرب على 20 عامًا، ولم يجد أي دفين، حتى أصبح موضوع البحث بالنسبة إليه أقرب للهواية والترويح عن النفس من اعتباره بُعدًا إقتصاديًا متوقّعًا متأتيًا من ثمن الدفين.


وقال: «بعت في أحد الأعوام مركبتي الخاصة بثمن بخس لتأمين الطعام والشراب ووسائل الترفيه لمدّعي الخبرة في مجال البحث عن الدفائن، دون أي فائدة مرجوة».


وأشار (ج.ش)، امتنع عن الكشف عن اسمه، أنه » ما زال يبحث عن الدفائن حتى اليوم، ولكنّه يمارس الطرق التقليدية من خلال الإشارات والرموز التي سمع عنها ممن يدّعون بأنهم خبراء في هذا المجال، إلا أنه لم يعثر على أي دفين طوال فترة بحثه عن الدفائن التي مضى عليها ما يزيد على 40 عامًا».


وبيّن أن «مجال البحث أصبح بيئة خصبة للمحتالين الذين يختلقون تفسيرات خيالية لبعض الرموز والأشكال التي صنعتها الطبيعية على الصخور، ويحوّلونها إلى خزعبلات تتضمن مكان الدفين وعمقه وكميّته، وحتى العصر الذي دُفن فيه».



وأوضح أن «مدّعي الخبرة في تفسير الرموز والأشكال المتواجدة على الصخور يطلب فترة لتحديد الموقع بشكل دقيق، وبالتالي فإن هذه الفترة يطلب فيها أموالًا ووسيلة نقل خاصة له، ناهيك عن ضرورة توفير أجود أنواع الطعام والشراب له لتوفير وسائل الراحة النفسية والبدنية له، والتي تنتهي دائما بجملة (الدفين رحل)».



ويقول:» عندما نسأله كيف للدفين القدرة على الرحيل؟ ليُجيب أن الدفائن محميّة بأحد ملوك الجن، وعندما يشعر بأن البشر اقتربوا منه، فإنه يقوم بنقل الدفين إلى مكان آخر».



ويضحك قائلا: «الكارثة أنّنا نُصدّق بأن الدفين قد رحل، لنبدأ جولة جديدة من البحث عن دفين آخر، معزّزين الشخص ذاته بالطعام والمال والراحة النفسية».

وحذّرت مديرية الأمن العام عبر إدارة البحث الجنائي من الوقوع في شرك الإحتيال من قبل محتالين يقصدون الأشخاص من ذوي المكانة الإجتماعية العالية ممن لا يستطيعون تقديم شكوى بحقهم في حال كشف زيف كلامهم لعدم التأثير على سمعتهم، مطالبة التقدم بأي شكوى للأمن العام بحق أي شخص يشتبه أنه يمارس هذه السلوكيات الإحتيالية بحجة البحث عن الدفائن.



وقال أحد مدعي الخبرة في مجال البحث عن الدفائن (أ.خ)، أن «هنالك إشارات يتم تداولها بين الباحثين عن الدفائن مثل (شكل أفعى بارز فوق الضخر، وهذه تعني – حسب قوله- أن في ذلك الموقع كميات من الذهب، وذلك بناء على طول الأفعى واتجاه رأسها».



وأضاف أن «رمز السلحفاة والقوارض يدل على وجود آثار في ذلك الموقع، ورمز قطف العنب يعني وجود الذهب، فيما يدل وجود مجموعة من الحفر الصغير فوق الصخر على وجود مقبرة رومانية على وجه التحديد، فيما يدل وجود حفرة واحدة صغيرة وملمسها ناعم على الصخر على وجود قطعة ذهب واحدة بجانبها، فيما يدل وجود شكل قرد على الصخر على وجود كنز كبير في ذلك الموقع ويطلق عليه (بنك)، وأن وجود كتابات رومانية على الصخر تدل على وجود آثار في ذلك الموقع».



وتنص المادة 26 من قانون الآثار لسنة 1988، على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 3 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف دينار، وبما يتناسب مع قيمة الأثر، كل من قام بالتنقيب عن الآثار دون الحصول على رخصة بمقتضى أحكام هذا القانون، أو تاجر بالآثار أو ساعد أو شارك أو تدخل أو حرض على ذلك، وكذلك من لم يقدم لدائرة الآثار العامة جدولا بالآثار التي يملكها أو في حيازته».



واستهجن أبو محمد – راقي شرعي- ادعاء بعض الأشخاص أن الجن مسؤول عن حماية بعض الكنوز الأثرية (كنز مربوط)، وأنه يتم عمل تعويذات واستعمال بخور لطردهم، والإستحواذ على الكنز، مستائلًا بشكل إستنكاري أنه لو كان هذا الإدعاء صحيحًا، لكان من يعمل في هذا المجال هم الأكثر غنًا، ويملكون كنوز الأرض وما تحويه من ذهب وتماثيل وآثار.




ويضيف: للأسف؛ إن بعض الأشخاص من هذه الفئة من مدعي التحكّم بالجن يتعاملون بالإحتيال تحت هذا البند، وسط وجود بعض الأشخاص المؤمنين بهذه الخزعبلات الروحانية.



وأوضح مدير مكتب آثار الطفيلة الأسبق أشرف الرواشدة أن الحضارات القديمة (حضارات ما قبل المعدن) والممتدة من الحضارات الحجرية والبرونزية فالحديدية كانت تتعامل مع الذهب والفضة كعملات خلال الفترة ما كانت 3000- 1200 قبل الميلاد، حتى جاءت الفترة الحديدية 1200-800 قبل الميلاد التي تعاملت مع الذهب كعملة، وكانت تتواجد في محافة الطفيلة في مملكة آدوم في حوالي 800 قبل الميلاد.




وأضاف الرواشدة أن الذهب يبقى على حاله، وكانت الحضارات القديمة تتخذ الذهب بأشكال متعددة كالحلي والأدوات المنزلية، حيث أن كل فترة كانت لها ميزاتها في طريقة استعمال عنصر الذهب.



وبيّن أن الفترة الرومانية والمملوكية والأيوبية وحتى العثمانية كانت تستعمل العناصر المعدنية كالفضة والبرونز والذهب كعملة نقدية،ولكن بعد انتهاء وجود الدولة العثمانية في الأردن بدأ تداول الحديث عن إمكانية إخفاء العثمانيون آنذاك موجوداتهم من الذهب في عدة مناطق في محافظة الطفيلة، مما تسبّب بزيداة هوس بعض الباحثين عن الغنى السريع والبحث عن الدفائن إلى التوجه إلى تلك المناطق ومحاولة تخريب بعض هذه المواقع الأثرية.




وأكد مصدر أمني مطّلع أن الضبوطات الأمنية ضد الباحثين عن الدفائن في الطفيلة ازدادت بشكل ملحوظ جدا خلال السنوات الخمسة الأخيرة وتحديدا خلال جائحة كورونا حيث تم ضبط العديد من أجهزة البحث عن المعادن إضافة إلى ضبط العديد من الفضّة والمعادن، مؤكدا على أنه تم ضبط (حلق ذهب) بين تلك الضبوطات التي يتم تحويلها بحكم القانون إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.


الراي











طباعة
  • المشاهدات: 63669
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2023 08:35 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم