28-09-2023 08:35 AM
بقلم : د. ردينة العطي
اننا نتكلم ليس عن تحول أو تغيير أينما نحن نتكلم عن أعادة هندسة الوجود بكليته ليس فقط على مستوى الأرض وانما على مستوى الكون فميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أحدث زلزالا حقيقيا في البناء الروحي والمعاملاتي والأخلاقي في كل الوجود واكثر ما جعل هذا المولد بتلك العظمة هو ما ذهب اليه دائما في التفريق ما بين البشر ككائن بيولوجي الى انسان تتسم وتلتصق به سمة الأنسنة الطبيعية لمنظومة العلاقات الاجتماعية فالانسان منذ الخلق يعتبر كائن اجتماعي بصقف التفاصيل
وقد لقي هذا الزلزال الاستراتيجي انعكاساته وثوابته الروحية والدينية والانسانية احتضانا من كل البشرية، إينما وجدت وجد مفهوم الفرقان ما بين الخير والشر وامتد تأثير عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى كل البناء المحيط ببيئته أولا وأمتد امتدادا تاريخيا الى آل البيت ثانيا حيث تهندست سلوكياتهم على اهمية الأخلاق الخلاقة والمبدعة التي تقرب الوجود ولو بشكل متدرج من علم الله الكلي وليس المطلق
لذلك ترى ان الظلم الذي تعرض اليه آل البيت كان كبيرا لأنه كان قائما بكل تفاصيله على احتواء الآخر وعلى الرحمة والوئام وترسيخ مفهوم التعدد بكل جوانبه مرتكزين على سمة الوجود الأساسية وهي تعدد الخلائق ووحدانية الخالق
انطلاقا من ذلك ترى حرص آل البيت والذي يقودهم باقتدار شديد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يرتكز في كل خطاباته وأفعاله على مفهوم تعدد الخلائق رابطا على سبيل المثال الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية.
ان هذا الرابط اذا اخذ من زاوية الانغلاق الطائفي او التوظيف السياسي كانت الوصاية على المقدسات المسيحية استثنيت من كل الحراك الدولي لذلك فإن العهدة العمرية كانت نبراسا حقيقيا توجه وتضبط وتسد ثغرات وهفوات من لم يستطيع استيعاب مفهوم الأنسنة التي اصبحت سمة وجودية أصيلة ومحمورية في الاحترام الهائل الغير مسبوق لشخص جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي استبق العالم كله قبل التغير المناخي الأخير الملموس والمحسوس بطرح مشروع أنسنة السلوك السياسي للنخب والدول
لهذا فتأثير مولد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يتلاشى او ينحدر لانه مسنود من قبل وثوابت عظمة تأثير رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتدادها السرمدي الى ما بعد التاريخ.
اهنئ كل مسلم وكل مسيحي وكل من يمثل دينا يرتكز على ثوابت الأنسنة المعظمة برسول الله صلى الله عليه وسلم في مولده الشريف والخروج من دائرة الاحتفالية العامة الى دائرة الخصوصية التي ارساها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ستستمر كما اسلفت الى ما بعد التاريخ.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين أنك حميد مجيد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-09-2023 08:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |