29-09-2023 10:55 PM
سرايا - ظاهرة أبهرت العلماء، بعد مشاهدة عدد من التماسيح تقود كلبا إلى بر الأمان بعد سقوطه في نهر جارف، وكان الكلب الذي يُعتقد أنه ضال، هاربا من مجموعة من الكلاب الأخرى عندما قفز في نهر سافيتري في الهند بعيدا عن طريق الأذى، والذي كان في الواقع موقفا أكثر خطورة من المطاردة، حيث أن النهر ملئ بالتماسيح.
وفي وضعية طبيعية، كان من المفترض أن تكون هذه نهاية الكلب، إلا أنه بدلا من تحويله إلى وجبة خفيفة، ظهرت التماسيح وهي ترشده إلى بر الأمان.
ونشر علماء يدرسون سلوك التماسيح في نهر سافيتري في ولاية ماهاراشترا الهند صورا للحدث في عدد أغسطس من مجلة Journal of Threatened Taxa، وذكر الفريق أن التماسيح كانت في الواقع تلمس الكلب بخطامها، وتدفعه للتحرك أكثر من أجل الصعود الآمن على الضفة والهروب في النهاية، بحسب ما جاء ساينس أليرت إندبندنت.
وفي حين أنه قد يكون من المفاجئ أن الزواحف لم تغتنم الفرصة لتناول وجبة تبدو سهلة، إلا أن العلماء يعتقدون أن إنقاذ الجرو يمكن أن يكون علامة على أن التماسيح تتمتع بالذكاء العاطفي.
وقالوا: "إن الحالة الغريبة لكلب أنقذته مجموعة من التماسيح المذكورة هنا تبدو وكأنها تتعلق بالتعاطف أكثر من كونها سلوكا إيثاريا (سلوك غير أناني)".
وبصرف النظر عن التعاطف، أشار كريس موراي، عالم الأحياء بجامعة جنوب شرق لويزيانا، إلى أن هناك العديد من الأسباب وراء سماح التماسيح للكلب بالمرور، وربما كانوا ممتلئين أو شعروا بأنهم ظاهرين جدا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من نصب كمين للفريسة، وأضاف أن التماسيح ربما مرت بتجارب سلبية في محاولة أكل الكلاب في الماضي.
وبالتالي، لا يعتقد موراي أن الحيوانات كانت تظهر التعاطف، كما يقترح العلماء، قائلا إن بعض المناطق الساحلية في الهند وسريلانكا بها أعداد كبيرة من التماسيح التي تعيش بالقرب من البشر، ما يؤدي إلى أعلى معدلات الهجمات على البشر في أي مكان في العالم، "لذلك أجد أن تعاطف التماسيح أمر غير مرجح إلى حد كبير."
لكنه يتفق مع مؤلفي الورقة البحثية على أن البشر غالبا ما يقللون من أهمية إدراك التماسيح، ويشير موراي إلى أن التماسيح تتعلم من تجارب الماضي، موضحا: "لذلك أعتقد أن قدراتها المعرفية ، لتقييم ما حولها وذاكرتها ، أفضل بكثير مما نعتقد لكنهم على الأرجح لا يشفقون على الكلاب التي تعاني من محنة أيضا".