01-10-2023 09:28 AM
سرايا - الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما يفعله المصلي من السنن، والأقوال والأفعال غير الواجبة في الصلاة؛ يؤجر عليه أجرًا خاصًا غير أجر إقامة الصلاة ذاتها.
وهذا من أسباب تفاوت الناس في مدارج الكمال، وفي الدرجات عند الله -سبحانه وتعالى- رغم تشابه أعمالهم في الصورة.
ولمَّا كان التسبيح في الركوع والسجود سنة، وليس واجبًا عند جمهور الفقهاء؛ كان الإتيان به سببًا لاستحقاق المصلي أجرًا غير أجر فعل الصلاة مجردة؛ لأنها تصح من دونه.
قال الإمام النووي في كتابه (المجموع): قال أصحابنا: يُسْتَحَبُّ التَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ، وَيَحْصُلُ أَصْلُ السُّبْحَةِ بقوله: سبحان الله، أو: سبحان ربي.
وأدني الْكَمَالِ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَهَذَا أَدْنَى مَرَاتِبِ الْكَمَالِ.
قَالَ الْقَاضِي حُسَيْنٌ: قَوْلُ الشَّافِعِيِّ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ ثَلَاثًا، وَذَلِكَ أَدْنَى الْكَمَالِ - لَمْ يُرِدْ أَنَّهُ لَا يُجْزِيهِ أَقَلُّ مِنَ الثَّلَاثِ؛ لِأَنَّهُ لَوْ سَبَّحَ مَرَّةً وَاحِدَةً كَانَ آتِيًا بِسُنَّةِ التَّسْبِيحِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ أَوَّلَ الْكَمَالِ الثَّلَاثُ، قَالَ: وَلَوْ سَبَّحَ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، أَوْ تِسْعًا، أَوْ إحْدَى عَشْرَةَ، كَانَ أَفْضَلَ، وَأَكْمَلَ ...
قَالَ أَصْحَابُنَا: ويستحب أن يقول: اللهم ركعت... إلى آخر حديث علي -رضي الله تعالي عَنْهُ- وَهَذَا أَتَمُّ الْكَمَالِ. انتهى.