01-10-2023 09:43 AM
بقلم : محمد النواطير
منذ أن وعيت على الدنيا ووالدي كان أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية، وبعد أن اشتد عودي كان عندي اصرار أن أكون أحد جنود الجيش العربي، وبعد خدمة طويلة خدمت بمعية ضباطا حين يسمعون أسمي- محمد عبدالحق - آن ذاك يبادرون من فورهم بالسؤال عن المدرب أحمد عبد الحق.
وكنت أعلم وبكل فخر أن والدي المقصود كونه كان مدربا للمشاة والأسلحة في الكلية العسكرية وجامعة السيف والقلم مؤتة، وحين يتأكدون أني ابن مدربهم، ينهالون بالمديح والثناء عليه، وبعضهم كان يلح ان يسمع صوته بمكالمة او حتى بحضور شخصي للوحدة التي كنت اخدم بمعيتهم بها.
ولم ينتهي الأمر عند السؤال عن مدربا كان قاس عليهم، ويعطيهم أوامر وتعليمات وتدريبات صارمة، وبطريقته العسكرية الخشنة، والتي لا يطيقها أي تلميذ عسكري التحق للتو بأحد مدارس الجيش العريقة، بل كانو يبادلونه الزيارات للبيت في عجلون.
والجميل ان بعضهم حين كان يعلم والدي انه اصبح قائد لواء او قائد وحدة ما، او استلم منصبا مرموقا، كان والدي يبادر للاتصال به ليبارك له منصبه، وكان يمازحهم من خلال إطلاق الايعازات العسكرية المعروفة بتدرييات المشاة والأسلحة،وتجد سيل من الترحيب والشكر له على ما قدم.
أخيرا اجتمع ملتقى الضباط المتقاعدين القادة / ٢١ الكلية العسكرية الملكية / ١٩٨٣، وكان مدربهم الملازم متقاعد أحمد عبد الحق ضيف الشرف، وقدموا له درعا تذكاريا كتب عليه: "نتقدم من عطوفة الملازم المتقاعد أحمد علي عبد الحق النواطير الأكرم
وفاء لعطائك وتكريمًا لتميزك الوضاء مدربًا ومعلما وموجها لنا أثناء فترة التدريب ومشاركتم بيننا ضمن فعاليات لقاء الاحبه السادس بعجلون كضيف شرف، ونتمنى لكم مزيدًا من التقدم والازدهار في ظل الراية الهاشمية المظفرة".
هذا الوفاء لمن دربهم وهو أصبح اليوم يحمل عصا يتوكأ عليها، من قبل عدد كبير من القادة العسكريين الذين تقاعدوا من رتبة لواء الي رتبة مقدم، وبعد اكثر من 40 عاما، سطروه بتكريم مدربهم، وحين كانوا يصافحونه، تجد مشاعرهم جياشة لذكريات خلت ولسان حالهم يقول، دربنا أصول العسكرية، وسنبقى له أوفياء.
اللطيف انه بعد أن قدموا الدروع التذكارية لمستحقيها اصروا على أن يسمعوا من مدربهم ايعازا يعيد لهم ذكريات ميادين الشرف والرجولة في الكلية العسكرية الملكية، وكان لم ما طلبوا، و أعطاهم ذلك الايعاز - بطيييــــــيئا سر - بصوته المعروف لكل من دربهم، واكدوا ان صوته كأنه بعام 83.
هكذا هي القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - مدرسة للوفاء ومدرسة بالأخلاق، ومدرسة بالانضباط واحترام وتقدير المعلم، والقائد، والتلميذ.
حمى الله الأردن، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي لا ينسى رفقاء السلاح، وهو مدرسة للوفاء و الوفي لهم دائما.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-10-2023 09:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |