بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
كانت خطوة بناء صالات الافراح في بعض المناطق في القرن الماضي خطوة موفقة وناجحة في بدايات رفع اعمدتها وقواعدها ، وكانت غايتها لتخفيف العبئ عن الأهالي في دفع مبالغ مالية مناسبة ، لتوفير اسعار الفنادق التي لا طاقة للكثير في دفع اجورها ، أو في توفير مكان لإقامة المناسبة للذين لا تستوعب بيوتهم أعداد المدعوين ، ولذا فقد كان وجود هذه الصالات بارقة خير وانفراجاً للعديد من الأهالي ، ومع مرور الزمن أصبح البعض من الذين يديرون ويملكون تلك الصالات يعتبرونها رافداً تجارياً لهم من خلال زيادة الاجور ورفع الاسعار بشكل جنوني وغير معقول ،إلى جانب اجرة المصور الفوتوغرافي والفيديو وفرقة الزفة وغيرها من توابع اخرى، وكلها اجراءات أدت إلى فقدان الغاية التي من أجلها شيدت تلك الصالات ، وأطاحت بمفهوم الخدمة والمسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تؤديها، وبنفس الوقت لا ضير من الاستفادة منها .


واشترطت التعليمات الناظمة لعمل صالات الافراح ان يكون هناك موافقة من ادارة السير وهندسة المرور والجهات ذات العلاقة للموقع قبل الترخيص ووضع شاخصة ممنوع الوقوف والتوقف امام الصالات بالتنسيق مع هندسة المرور، فضلا عن منح رخصة مهن واحدة لصالة الافراح .إضافة إلى ان تكون الصالة مخدومة بشارع فرعي آخر للخدمات ما امكن، وتأمين مدخل ومخرج منفصلين لمواقف السيارات من الشوارع الفرعية الخدمية ما امكن ما لم تكن الاحكام الخاصة تمنع ذلك، وتأمين مواقف سيارات للصالة ضمن ساحة مكشوفة أو قطعة مجاورة أو مُلاصقة للبناء تستخدم للاصطفاف في حال عدم توفر المواقف ضمن حدود الارض المقام عليها البناء، وكل هذا من أجل ان يكون مساحات كبيرة لحالات الاخلاء والاتنقاذ ان حدث مكروه لا سمح الله .


اليوم وبعد ان كثرت صالات الافراج وأصبح الكثير منها لا يقوم بتأمين مواقف أو مسارب تهدف إلى مرونة المرور وعدم التسبب في اغلاق الشارع ، أو الاصطفاف المزدوج فان الحاجة مُلحة لاعادة النظر في اجرءات الترخيص ، لتشمل شروط هامة وجازمة وحازمة لعملية تصميم البناء الذي يستخدم كصالات افراح فضلاً عن ان يكون هناك نظام اطفاء اتوماتيكي في كافة ارجاء صالات الافراح ، مُتضمننا اجهزة انذار مُبكر لاي طارئ قد يكون بشكل مفاجئ ، حتى لا يكن هناك انعكاسات سلبية عند حدوث أي طارئ لا سمح الله ، والتأكيد على مخارج الطوارئ ، ونقاط التجمع عند حدوث أي طارئ ، وان يكون ذلك موضحا وبشكل واضح جداً لاستخدامه من قبل المعازيم لضمان سرعة خروجهم خارج تلك القاعات ، واعادة النظر في مواقف السيارات الكافي حتى لا يكون هناك اغلاق للشارع جراء وجود سيارات كثيرة ، في الوقت نفسه لم يكن لهذه الصالات مواقف مخصصة للسيارات التي يحتاجها المعازيم ليصطفوا فيها ، وان يكون هناك رقابة مرورية صارمة عند هذه الصالات حتى لا يكون هناك اغلاق للشوارع . اضافة إلى ان يكون هناك رقابة ضريبة على مدخولات هذه الصالات حتى لا يكون هناك تهرباً ضريباً يفقد الاقتصاد الاردني مردود مادي من الواجب توريده جراء ما يتم الاستفادة منه من قبل اصحاب الصالات لما لها من مردود مادي كبير مُقارنة مع اجور تلك الصالات التي يُضاهي اجور بعضها اجور فنادق الدرجة الخامسة .