بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ما علاقة قاسم سليماني ذلك الرجل الذي كان متخصصا بأمن ايران في المنطقة العربية من البصرة جنوباً الى لبنان في اقصى الشمال مروراً بسوريا يفعل بها الأفاعيل دون ان ندخل بتفاصيل تلك الأفعال ،
ما علاقته بالرياضة وما المقصود من وضع تمثال له في استاد رياضي ليتم استقبال النادي السعودي الممثل لبلاده في مباراة رسميه بتمثال وضع في هذا المكان بالذات فما الرسالة التي ارادت ايران ايصالها !!

ما كان وما حصل بالامس من انسحاب نادي سعودي عريق من مباراة رسمية على ارض إيرانية لم يكن امراً عادياً ولا حدثاً رياضياً عابراً بل كان موقفاً حازماً يحمل في طياته ابعاداً لا اكون مبالغا ان قلت انه موقف يفوق كل المواقف العربية التي اصبح اكثرها قوة وفتكاً عبارة مميتة للقلب والوجدان تسيدت الموقف العربي الان وهي ( شجب واستنكار )
فهذا الموقف ما كان إلا عن ثقة وارادة صلبة شامخة كشموخ جبل طويق الذي هو مضرب المثل في صلابته وعنفوانه وشموخه الذي يحتضنه الشموخ العربي الازلي من عمر هذا الجبل الاشم ، هذا موقف عربيٌ اصيل له تحية اكبار واجلال من مشارق ارض العروبة الى مغاربها ، فقد كان موقفاً اعلى واسمى واعز وانقى من مواقف عربية كانت مخجلة وفي ابسط وصف لها كانت مذله ومهينة سببها هذا الرجل صاحب التمثال .

على الرغم من الوضع العربي الراهن المحزن الأليم فإن العروبة بما تحمله من إرث فيه من المآثر الحميدة المتفردة وبما تحمله من معتقد وعقيدة دينية سمحة ‏قادرة على قلب الموازين حتى في هذا الوقت بالذات بالرغم من التشكيك والتأويل واليأس والقنوط الذي اغرق العرب من اولهم لاخرهم إلا قليلا منهم ، وما نراه اليوم على الساحة لا اقول الاقليمية او الدولية بل على الساحة العالمية من تواجد عربي ممثلاً بالمملكة العربية السعودية وهي في المقدمة مع الكبار الكبار تشرئب لها الانظار العالمية في اوقات اقتصادية حرجة تؤثر على العالم باسره يرقبون فيه قرارها العربي او موقفها العربي المنسجم مع مصالحها فإن هذا يدعو الى التفاؤل والعود الى اليقين باننا امة حية باقية فيها الخير برغم كل الظروف .

في مقال سابق لي بعنوان الهجرة نحو الشرق تحدثت فيه عن هجرة عمالقة كرة القدم في العالم للعب في الدوري السعودي اعود هنا للتاكيد على ان هذا الامر ما هو الا مقدمة لتحول جوهري الى منطقة الشرق الاوسط وتحديدا الى قلب الجزيرة العربية النابض وبحسب وكالة "بلومبرج "، تشمل عقود حقوق البث الموقعة أكثر من 130 منطقة ودولة عالمية لنقل مباريات الدوري السعودي للمحترفين لتكون نقطة انطلاق جديدة تدخل فيها الاسماء العربية الاصيلة الشهراني والزهراني والقحطاني الى بيوت اوروبا بعمومها ، كل هذا وان كان تحت مسمى رياضي وكرة قدم فإنه يضيف تأكيداً وتدعيما لمركزية وثقل الموقف والرأي العربي وإن كان من بوابة المدرجات والاستادات الرياضية وما ذلك الا اسناد ودعم لزعامة عربية طاغية في قمم مجموعة العشرين .

الاردن النموذج العربي الاصيل الذي يجسده شعار جيشه الباسل باسمى صوره ومعانيه الذي يتوج هامات الرجال الرجال من الجند الأوفياء البواسل والذين هم ذروة سنام القوة والبطولة والفداء حراس الوطن انهم " الجيش العربي " فهم عز العرب والعرب عزهم بقيادة حكيمة شريفة قوية عزيزة عربية نذرت نفسها للدفاع عن وطنها وامتها العربية بلا كلل في كل الميادين فكان شعار جيشها " الجيش العربي "
لتكون عقيدة متاصلة فيه يحمل هم العرب قولاً وعملاً حيثما امكن ذلك برغم ما يتعرض له من ضغوط عالمية يدفع ثمنها غالياً حفاظاً على هويته العربية والاسلامية التي كانت ولا زالت ثابتاً من ثوابته التي يعتز ويتمسك بها بإيمان راسخ وعزم لا يلين .
يوسف رجا الرفاعي