07-10-2023 04:02 PM
بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
العمل الجماعي بروح الفريق أفضل واقصر الطرق للنجاح وتحقيق الغايات المنشودة والمرجوّة من أي عمل، ولأنّ تحقيق الأمن الثقافي لا يتم بصورة منفردة، ولا يمكن تحقيقه بالعزف المنفرد بين الهيئات الثقافية الأهلية ووزارة الثقافة من جهة، أو بين الوزارات المختلفة في الحكومة الواحدة من جهة أخرى، ذلك أنّ تشابك وتقاطع الفئات المستهدفة يفرض حتمية الالتقاء في نقطة واحدة مشتركة تكون أساسًا للانطلاق والبناء.
فلا يمكن العمل على تعزيز الثقافة الوطنية ورفع منسوب الوعي لدى طلبة المدارس مثلًا بمعزلٍ عن الأسرة التي يعيش فيها الطالب، ولا عن مدرسيه، ولا عن المجتمع الذي يعيش فيه، ذلك أنّ البناء هنا سيرافقه حتمًا هدمٌ كبيرٌ هناك، مما يفرض بالضرورة أن تكون عملية البناء متكاملة شاملة في ذات الوقت.
هذا أيضًا يفرض بالضرورة أن تجتمع وأن تُجمع الوزارات المعنية على خطة وطنية وقتية وشاملة، ومرجعية واحدة يقودها رئيس الوزراء، كأن يكون اسمها (الفريق الثقافي) أسوةً بـ (الفريق الاقتصادي) الموجود لدى الحكومة.
هذا الفريق الثقافي من الممكن أن يتكوّن من وزارات (الثقافة، الرياضة والشباب، التربية والتعليم، التعليم العالي، البلديات والإدارة المحلية، الاتصال الحكومي، والتخطيط) تكون مهمته وضع برنامج وطني ثقافي شامل، واستراتيجية محددة بأطر زمنية وآليات تنفيذية قابلة للتطبيق على الأرض بسهولة، ومترافقة بمنظومة قانونية مرنة، لأنّ الرهان على الإنسان هو أساس عملية التنمية وهدفها الأول، فلا يُتصوّر تحقيق منظومة أهداف اقتصادية واجتماعية وحضارية بمعزلٍ عن الإنسان، لأنّ الإنسان هو أساس وقاعدة أي تطوير، وهو بذات الوقت المستهدف من هذه التنمية وهذا التطوير.