09-10-2023 11:14 AM
بقلم : سهير بشناق
كانت أمي رحمها الله وهي بنت القدس تجد متعة كبيرة بمتابعة أخبار فلسطين كل يوم دون أن يكون هناك حدث مختلف على أرض فلسطين.. فمجرد أن ترى أي فلسطيني يحمل حجراً كان لها أمراً كبيراً وهو كذلك فتدعو له بالنصر.
كثيرة هي المرات التي رأيتها تجلس أمام التلفاز تستمع لأخبار فلسطين بل هي عادة يومية خاصه إذا ارتبط الأمر بأي مستجدات أو قصف مدن فلسطين.. وخاصة غزة لأنها تعشق فلسطين وهي التي ولدت ونشأت بالقدس وما فارقتها رائحتها يوماً.. بل كانت من أجمل لحظاتها وهي تستعيد معنا أيامها تلك.. وتحدثنا عن جمال القدس وطقوس شهر رمضان والعيد ولربما كانت بتلك الذكريات تحيا.
رحلت أمي ولم ترحل القدس وفلسطين عنا.. بل ما زلت أعشق القدس تحديداً لأنها لـ"أمي» وكل ما أحبته أمي يسكنني حتى بعد رحيلها..
اليوم وأنا وكل القلوب العاشقة لفلسطين ولتضحيات وبطولات هذا الشعب.. ونحن نشاهد «طوفان الاقصى» نشعر بالفخر والكرامة والعز بفضل ابناء الشعب الجبار الذي باتت معاناته ووجعه وتضحياته في سبيل أرضه أكبر بكثير من كل ما نحياه نحن اليوم.
كنا حقاً نحتاج لهذا «الطوفان» ليتجدد بنا الأمل بأن الصمود والمواجهة لن تتوقف يوماً.. وأن «الأقصى» لن يصمت طويلا فطهارته وعنفوانه من كرامة شعب فلسطين وكل عربي ما زال يحتفظ بعروبته لا يرواغ عليها احدا.
متأكدة يا أمي لو أنك شهدت «طوفان الاقصى» لوصلت دعواتك عنان السماء بنصر أرضك.. وأنت التي غادرت الحياة ولم يتوقف قلبك عن عشق فلسطين والقدس.
لو شهدت أمي «طوفان الأقصى» لما غادرت مكانها أمام التلفاز ولاخبرتني كعادتها عن آخر تطورات الحدث.. وعبرت عن غضبها على كل ما يحدث بحق ابناء فلسطين وخاصة غزة كونها دوماً على خط المواجهة.
لو كانت أمي على قيد الحياة لأسعدها «طوفان الاقصى».. ولكنت أنا في قمة فرحي أيضاً فالاشياء التي تسعد قلب أمي حتماً ستسعدني.. وأولها فلسطين وأرضها وترابها والقدس.
أحب فلسطين يا أمي وأنحني دومًا إجلالاً لبطولات شعبها ووجعهم وصمودهم.. لكنني اليوم وأمام «طوفان الأقصى» تمنيت لو شهدتي هذا الفرح مرة لك ومرات لي لتعيدي لي بصوتك الذي لا يشبه شيء بالحياة أحداث «طوفان الاقصى».. وأنا استمع لك وأخبرك كم احبك واحب فلسطين لانها وطن كرامة وعز.. ولأنها وطنك يا أمي فهذا وطن لا يهزم.. منه نتعلم كيف تكون الحياة.. فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياه حقاً..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-10-2023 11:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |