حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1650

قراءة في مشهد ما يجري في غزة وفلسطين معركة ( طوفان الأقصى ) 2023م ..

قراءة في مشهد ما يجري في غزة وفلسطين معركة ( طوفان الأقصى ) 2023م ..

قراءة في مشهد ما يجري في غزة وفلسطين معركة ( طوفان الأقصى ) 2023م  ..

09-10-2023 12:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رياض الشديفات
هذه القراءة من وجهة نظر واقعية وتاريخية لحقيقة ما يجري، حيث يمكن قراءة المشهد ببساطة شديدة من زوايا منها: جذور الصراع الدينية والتاريخية، اتفاقية سايكس بيكو، وعد بلفور، حكومات الاحتلال، العالم الغربي والأمم المتحدة، السلام العربي الإسرائيلي، القدس والاقصى في معادلة الصراع، مواقع التواصل العربية في رؤية ما يجري، العالم العربي وحكوماته، حروب العرب مع إسرائيل، اتفاقيات العرب مع إسرائيل، تطبيع العرب مع إسرائيل، روح وإرادة المقاومة والتضحية لدى الشعب الفلسطيني، وعلى النحو الآتي:
- لهذا الصراع جذور تاريخية لدى الجانب الصهيوني تغذيها نصوص وتفسيرات من التلمود وبعقلية عنصرية تغرس في نفوس الفرد في الكيان في المناهج والإعلام، ويتم تقديمها للعالم الغربي والعالمي على أساس أن وجودهم كحق تاريخي وديني، وهم في حالة دفاع عن النفس مما يفسر تبني العالم الغربي للرواية الصهيونية.
- لما يجرى من سلسلة مواجهات لا يقرأ بمعزل عن اتفاقية سايكس بيكو التي مزقت العالم العربي والإسلامي إلى دويلات غير قادرة على الوحدة، وغير قادرة عن الدفاع عن نفسها، وغير قادرة على التكامل الاقتصادي والعسكري ولتمرير حالة القطرية التي أدت إلى الواقع المؤلم، وما شهدناه من تمزق وحروب بينيه وأهليه هو خدمة للمشروع الصهيوني والغربي في المنطقة العربية.
- جاء وعد بلفور المشؤوم كحلقة في سلسلة من حلقات إيجاد الكيان الغاصب في فترة الانتداب البريطاني لتليها خطوات عملية ضمن خطة أدت إلى وجود الكيان المحتل واعتراف العالم الغربي والشرقي به باعتبار الكيان رأس حربته في تمزيق واستمرار تمزيق العالم العربي ضمن شرعة دولية تتعامل بمعايير مزدوجة، هذه الشرعية لا يملك فيها المغلوب سوى الشجب والاستنكار والتنديد، بينما يمكن الغالب فيها حق النقض وشن الحروب وتبريرها وتمريرها.
- جميع حكومات الاحتلال عبر تاريخها تمثل الحالة الصهيونية بصورتها الحقيقية، ولا يوجد عبر تاريخ حكومات الاحتلال حكومة معتدلة وحكومة غير معتدلة بغض النظر عن المسميات الإعلامية لهذه الحكومات التي تمثل الشعب الصهيوني تاريخياً وعقليته في التوسع وفرض سياسة الأمر الواقع، والمزيد من الاستيطان وقضم الأرض ومصادرة الحريات.
- العالم الغربي والأمم المتحدة ترى قضية الصراع بالعين الصهيونية وتتبنى روايتها بحذافيرها، ولا يعول على الغرب وعلى الأمم المتحدة في هذا الجانب شيئاً، فالكيان هو مشروع غربي تخطيطاً وتنفيذاً ودعماً واستمراراً، ولا يمكن التخلي عنه بمنطق السياسة، وهذا المشروع مدعوم تحت أي ظرف بغض النظر عن المعايير المزدوجة وحقوق الإنسان والسلام وغيرها.
- العرب بالمجمل دعاة سلام مع الآخرين، ويبحثون عن الأمن والاستقرار مع أن السلام العربي مع الكيان وهم ثبت فشله عملياً مع كيان يشترى الوقت وينتهك المقدسات، ولا يؤمن بالسلام بدليل الممارسات على أرض الواقع، ولا يراعي الاتفاقيات، وهو كيان يأخذ ولا يعطي، ويراهن على منطق القوة والدعم الغربي غير المحدود، ويراهن على قطار التطبيع والمزيد من تمزيق المنطقة العربية والتمدد في كل الاتجاهات العالمية بالمزيد من المصالح والمطامع.
- تشكل القدس والأقصى لب الصراع وجوهره لرمزية القدس ومكانتها لدى المسلمين، كما أن الكيان يتبنى رواية التلمود في الهيكل وفلسطين وأرض الميعاد ويقوم بالانتهاكات المستمرة للمسجد كرسائل تحدي واستفزاز لمشاعر المسلمين، وهي كذلك وقود مستمر للمزيد من المواجهات، ولدى الفلسطينيين والمسلمين رغبة عارمة بالدفاع عنه.
- المتابع لما يجري في غزة وفلسطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدرك حجم التعاطف الشعبي العربي مع المقاومة وكفاح الشعب الفلسطيني، وهذه التعبيرات التي تملأ مواقع التواصل تمثل استفتاءً عفوياً لموقف الشعوب العربية والإسلامية حول ما يجري، ويمكن لهذه الحالة أن تتطور للتعبير عن حجم الغضب والتعاطف مع قضية تجاهلها العالم كثيراً.
- العالم العربي من جهة الحكومات وسياساتها في التعامل مع قضية فلسطين تمثل حالة الوهن والتمزق كثمرة من ثمرات سايكس بيكو، والحكومات القطرية التي لن تتمكن من احداث فرق نوعي في معادلة الصراع، وقد فشلت سياسياً وعسكرياً من إيجاد مشروع عربي أو التقدم خطوة واحدة باتجاه خدمة القضية الفلسطينية، ولا يعول عليها في هذا الجانب في ظل الواقع الراهن وحسابات الربح والخسارة في المشهد المعقد دولياً وعربياً ، ولا بد من التفريق بين المواقف الرسمية والشعبية في هذا الجانب ، فالمواقف الشعبية في مجملها متعاطفة وداعمة معنويا للحق الفلسطيني .
- أما فيما يتعلق بالحروب العربية مع الكيان كان لديها عقدة الجيش الذي لا يقهر، والحرب النفسية الموجهة للفرد العربي، وغياب الرؤيا الاستراتيجية التي تحدد معالم الطريق في ظل تعدد المرجعيات السياسية والعسكرية التي قادت المشهد، ولا يتوقع منها أكثر من ذلك للدعم الغربي للكيان، وتعدد الإيدلوجيا العربية، والانشغال بالأوضاع الداخلية لكل قطر وغير ذلك.
- فيما يتعلق فيما يسمى بقطار التطبيع، فينظر للأمر من زاويتين: الزاوية الشعبية، والزاوية الرسمية، أما الزاوية الشعبية فهي رافضة للتطبيع في ظل استمرار الاحتلال للأرض العربية إلا من بعض الأصوات الإعلامية والاقتصادية التي تبحث عن مصالح تجارية مع سلطات الاحتلال ، أما الزاوية الرسمية فينظر إليها من شقين : شق يتعامل مع المحتل تعامل المضطر لتخفيف الضغط الغربي عنه ودفعاً لبعض شروره التي يظن انها قد تقع له إن لم يركب في قطار التطبيع ، والشق الثاني من المطعين راهن على أهمية التطبيع سياسياً واقتصادياً ، كما أنه يبحث عن رضا العالم الغربي الذي يملك القوة والاقتصاد ومراكز السيطرة على غالب القضايا المؤثرة في العالم .
- روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني ، فبعد فشل كل مشاريع التسوية ، وبعد كل عمليات الأسر والتنكيل والتشريد ومصادرة الأراضي وهدم البيوت لم يبق أمام هذا الشعب سوى خيار الدفاع عن النفس الذي تكلفه الشرائع السماوية وقوانين الأرض ، ولو أن الغرب المنحاز والكيان المحتل تعامل بمنطق العقل لما دفع الشعب الأعزل إلى خيار المقاومة ، وقد اثبتت جولات الصراع أنه شعب حي لديه إرادة الدفاع عن النفس ، ولديه الرغبة الكاملة بالدفاع عن حقه في الوجود واستعادة ارضه بأي ثمن ، ولم يتعلم المحتل من الجولات السابقة الدرس في أنه لا يضيع حق وراء مطالب ، وأن الظلم لا يدوم ، وشواهد التاريخ تثبت هذه المقولة ، والأيام دول ، بالأمس القريب كان للكيان صولة يضرب كيف شاء ، واليوم يبحث عن رد الاعتبار وحفظ ماء الوجه ، ولا يعني أن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية غير محبة للسلام ؛ بل هي تبحث عن الأمن والسلام والاستقرار كبقية شعوب الأرض ولكن ليس بأي ثمن .
واخيراً في هذه القراءة المبسطة لصراع معقد نقول: من الظلم المساواة بين الضحية والجلاد، وبين المقاوم والمحتل، وبين المدافع عن نفسه والمعتدي عليها، وبين المنتهك للمقدسات والمدافع الأعزل عنها، وأن الانحياز الغربي لا يعني التنازل عن حقائق التاريخ والجغرافيا، فالظلم لن يجلب السلام، وليس أمام المظلوم سوى خيار الدفاع عن نفسه، وشتان بين طرفي المعادلة، طرف مدجج بكل أنواع القوة، وطرف يملك روح المقاومة لوضعه أما الحائط ولا خيار أمامه فماذا يفعل؟ فهل آن الأوان تتغير المعادلة، وما ذلك على الله بعزيز، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د. رياض الشديفات / 8/10/2023م








طباعة
  • المشاهدات: 1650
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-10-2023 12:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم