09-10-2023 12:49 PM
بقلم : علي الحراسيس
عملية طوفان الاقصى التي ابهرت العالم وفاجأت الجميع وهزت اركان العدو وكشفت عن الاخفاقات الكبيرة الاسرائيلية عسكريا واستخباراتيا ،وفاجأت معها حلفاء العدو وانصاره وحتى المطبعين والراغبين في التطبيع ، فكانت طوفان الأقصى عملية عسكرية ودوافع سياسية فريده ومميزه في الصراع الاسرائيلي _ العربي وذلك لأسباب كثيرة "
اولا : عنصر المفاجأه والمبادرة واختيار التوقيت الملائم صباح" يوم السبت " حيث لايعمل جنود العدو وغالبيتهم في المنازل باستثناءات قليلة في المعسكرات !
- ثانيا : العملية احتاجت على الأقل عام واحد للتخطيط والتنظيم والتدريب عليها قبل بدء المعركة دون علم كل استخبارات العدو ولا مصادره ولا عملائه ولا الأجهزة الغربية مثل ال cia او غيرها .
ثالثا : لم تتوقف العملية عند اطلاق رشقات صواريخ كما تجري العاده او كما تتوقع اسرائيل ، بل رافق اطلاق الآف الصواريخ واشغال العدو بها اجتياح المقاومة للسياج الحدودي ودخول معسكرات الجيش وتخريب معداته وأسر العشرات منهم ودخول المستوطنات المحصنه واحتجاز الرهائن والعوده بالكثير منهم الى غزه ، كما رافقها هجوم بحري واطلاق صواريخ وانزال مضليين في المواقع المتقدمه .
رابعا : لأول مره يشتبك رجال المقاومه وجها لوجه مع جنود العدو ومن شارع لشارع وقتل العشرات منهم وأسر العشرات ايضا .
خامسا : الهجوم شمل مدن عده ومواقع عسكرية ومستوطنات "معركة شامله " مما اربك العدو واربك كل حساباته في التصد للهجوم البري والبحري والجوي .
سادسا : حجم خسائر العدو كانت عظيمه ومربكه ومؤلمه ولم تبلغ خسائر العدو مثل هذه الخسائر منذ العام 1973 في حرب تشرين 1973 مع قوتين اقليميتين في المنطقة .
سادسا : العملية كانت رسالة مباشرة للداخل الاسرائيلي والمجتمع الدولي وهيئات الامم المتحده ومجلس الأمن ،إذ أعادت هذه العملية خلط الأوراق من جديد عل مستوى اقليمي وعالمي ،واكدت على ان لا حل لقضية الفلسطينية إلا باسترداد الحق الفلسطيني في اقامة دولته المستقله على ارضه وحماية المقدسات من التدنيس والغطرسه ، وأن قرار الحل ليس قرارا اسرائيليا ولا امريكيا ،ولا يمكن تجاوز الشعب الفلسطيني في اية مشاريع لحل القضية ، وأن اتفاقيات ابراهام او التطبيع مع بعض الدول العربية لن يؤمن الأمن والسلام للاسرائيليين ولا المنطقة برمتها وعلى الجميع اعادة النظر في مخططاتهم .
سابعا : دفعت هذه المعركة الاسرائيليون للتساؤل حول اسبابو نوعية هذه المعركة وقوتها وضراوتها ومدى استعدادات الجيش للمواجهة مستقبلا بعد الفشل الذي اصاب جيشه واستخباراته وضرورة محاسبة القيادات واعضاء الحكومة محاسبة شامله ، مما دعا رئيس الحكومة للتفكير بتشكيل حكومة طوارىء مع المعارضه في محاولة للخروج من الأزمة والفشل وتجنب المحاسبة لاحقا وابعاد المتطرفين في الحكومة الذين كانوا سببا في زيادة وتيرة الغضب الفلسطيني .وقد تؤدي الى حل الحكومة ومحاسبة القاده العسكريين والاستخباراتيين ومحاسبة الاعضاء في الحكومة ايضا .
ثامنا : اكدت هذه العملية ان المقاومة مستمره ولديها الرغبة في المواجهة والاستعداد لها وتملك من الأسلحة والأدوات ما تم الكشف عنه وما لم يتم الكشف عنه ،وهذا ما تخشاه اسرائيل حال قررت القيام بعمل بري وجوي واسع .فعنصر المفاجأه فيما قد تمتلكه المقاومه من اسلحة فتاكه وقدرات كبيرة غير معروفه ، ويخشون من قرار الاجتياح وتكبد خسائر كبيره دون تحقيق اي نصر كما كان عام 2005 بفعل المواجهات العنيفه والتصد للجيش وكسر ارادته ودفعه للانسحاب من غزه .
تاسعا : اثبتت العملية ان فائض القوة الاسرائيلية العسكرية والاستخباراتية الهائلة وإن اثبت نفسه مع الانطمة والجيوش النظاميه المحيطه وفرض الحلول السياسية ومشاريع التصفية ، ليس بقادر على فرض الحلول السياسية مع المقاومة الفلسطينية التي واجهت اسرائيل عشرات المرات ولم تنجح في دفع الفلسطينيين للاستسلام ورفع الراية البيضاء .
عاشرا : كشفت هذه العملية عن هشاشة الجيش واستعداده العسكري وحتى النفسي للمواجهة المباشرة مع المقاومه ، واظهرت ضعف دفاعاته المتمثله بالقبه الحديديه و مقلاع داود والأهم ما اصاب الجيش الاسرائيلي من احباطات متكرره اثارت جنوده ودفعت الآلآف منهم للهروب من الجيش والاقدام على الانتحار في ظل ظروف مواجهة يومية واضطرابات نفسية اصابت جنود العدو بسبب استمرار المواجهات اليومية وغياب الاستقرار والسلام والأمن الذي لم تنجح حكومات اسرائيل المتعاقبه من توفيره . وستشهد الحالة الاجتماعية لدى الاسرائيليين قفزات وتحركات وهروب للبحث عن السلام والأمن في مواقع اخرى من العالم . مقابل روح معنوية عاليه لدى الشعب الفلسطيني والعربي عموما وانصار الحرية في العالم .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-10-2023 12:49 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |