09-10-2023 12:54 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
المسافة صفر هي المسافة التي يُقتل فيها الإنسان دون أن يستطيع أن ينقذ نفسه أو يدافع عن نفسه، قد يحصل أن نعطي شخصا أو مجموعة هذه المسافة الصفرية بغير أدنى شك سوف يؤذينا.
لنتذكر جميعاً كيف قتل المُحتل بكل دم بارد ابناء الارض من مسافة صفر ، وابناء الحق تهمتهم انهم يؤكدون على حقهم في الارض وتقرير مصيرهم والعيش بكل سلام كما يعيش باقي افراد الكون ، يتمتعون بحياتة انسانية تحفظ كرامتهم وعزتهم ، قتلوهم وهم عُزل لا رصاص ولا بندقية لديهم يدافعون عن انفسهم ولنا في محمد الدُرة أكبر ما كان على وجه الارض من غطرسة وعُنجهية اقترفها المُحتل .
لكن ما معنى ان تُقاتل من مسافة صفر ولديك بندقية ومُدجج بالعتاد ولا تتمكن من ان تطلق رصاصة واحدة أو تتمكن من الهروب أو الدفاع عن نفسك بما اوتيت من عتاد وبندقية ، لكنك تُجرد من كل ما تملك ويتم قتلك من مسافة صفر بل أقل ، لانك لا تملك الارض ولا تملك المبادئ التي جئت من أجلها من أخر الارض التي لفظتك .
ان مسافة صفر اليوم تجعل الجميع ومن هرول خلف المُحتل ان يستفيد درساً ، وان يعرف من هذا الدرس عدم تحويل هذه المسافة الآمنة بينك وبين المُحتل إلى المسافة صفر وتثق فيه وهو اخدع من ما تفكر به .
يكمن الخطأ في كل من يعرف ان المسافة صفر ستكون وبالاً عليه ، وان تلك المسافة لن يتم السماح لاي كان ان يبقى حياً وان من سمح لهم أي المُحتل والاعداء بالاقتراب لدرجة لا يمكن تفادي الأذى منهم في أي وقت .
لقد أصبحت العلاقات الواضحة جدا مع المُحتل ستنهار ، كما انهار جندهم العنكبويتي ، وان علاقاتهم متغيرة ومتذبذبة وكانت هناك إشارات واضحة للحذر، لذلك لا بد أن تكون هناك مسافة آمنة جدا لحماية كل ما في الاوطان والشعوب.
على الجميع عربياً ان يحافظ على المسافة بينه وبين ستفقده في اي وقت فحافظ على المسافة نفسها مع من تعلم أنه سوف يؤذيك، والمُحتل لا عهد ولا وفاء له مهما ارتقت العلاقات العنكبوتية ولا تنسى ألا تهمل المسافة.
بعض العلاقات تتطور سريعاً دون الأخذ بعين الاعتبار لأي مسافة حتى تصل العلاقة إلى المستوى صفر فيكون حجم الاصطدام بحسب سرعة هذه العلاقة والإصابات بملا يُحمد عقباة ، ويكن كل حمدهم وثقتهم بالمُحتل وبالاً عليهم .
نعيش اليوم في عالم تستطيع أن تختار ما تريد، الارتباط، والإلغاء، بإمكانك اختيار أصدقائك، حلفائك أعدائك من مُنطلق انك تثق بجيوشك ، وان تثق بان كل ما لديك من ادوات هي قوة وليس ضعف .
إذن.. لا تقع في فخ المسافة صفر، ولكن كن في مسافة أمان من الود والاحترام والحب بكل ثقة وليس من باب الضعف . بعض الأشياء لو اقتربنا منها كثيرا كانت أبشع فالقمر جميل من بعيد، والشمس دافئة من بعيد، لو اقتربنا قليلا لاحترقنا. السؤال بعد ذلك كله: هل ستسمح لهم مرة أخرى أن يعيشوا معك دون مسافات؟
في النهاية بعض العرب ما زالوا يعتقدون انهم ليسوا بعيدين عن مسافة صفر من العدو المُحتل ، في حين ان المُحتمل يعتبرهم هدف وصيد سهل من مسافة أقل من صفر .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-10-2023 12:54 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |