09-10-2023 01:34 PM
بقلم : د. فارس فلاح العطين بني خالد
من المعروف بأن العقيدة القتالية لجيش الدفاع الاسرائيلي ( هارتسل) منذ تأسيس ما يعرف عنه الكيان الصهيوني في فلسطين هو الدفاع وليس الهجوم وان كان هناك تخطيط لخوض حرب مع اي طرف فان المبدأ المعروف لدى اسرائيل هو نقل المعارك الى خارج الاراضي المحتلة الفلسطينية وذلك لعدم توفر العمق الجغرافي لديها كما تعتمد اسرائيل في عملياتها العسكرية على سلاح الجو الاسرائيلي في التعامل مع الاهداف وسياسة الارض المحروقة حتى لو كان على حساب البشر والشجر والحجر ووقوع ضحايا كبيرة في صفوف المدنيين واستهداف المباني السكنية كما نشاهد من ردة الفعل في معركة طوفان الاقصى من اجل تهدئة الداخل الاسرائيلي وانها تقوم بواجباتها على اكمل وجه -من وجهة نظرها- اسرائيل في عقيدتها القتالية المعروفة في حال التخطيط لشن حرب لدول الجوار فانها تعتمد على الهجوم الجبهوي من محاور متعددة وعلى طول الجبهة القتالية وفي حال تحقيق نجاح في محور معين فانها تركز على هذا المحور وتسجيل نجاحات لاستثمار هذا الاختراق ولكن ما نشاهده ونتابعه الان منذ بدء طوفان الاقصى فان القادة في حماس قد طبقوا هذا المبدأ من مبادئ العقيدة القتالية لجيش الدفاع الاسرائيلي وتم الهجوم على على طول الشريط الحدودي مابين غزة واسرائيل وتحقيق نجاح كبير وغير مسبوق من خلال الهجوم السيبراني والحرب الالكترونية المتمثل في التشويش وقطع الاتصال بشكل كامل مابين الوحدات الامامية للجيش الاسرائيلي مع قياداته الفرعية وابراج المراقبه على طول الحدود مع غزة وهذا كان السبب الرئيس في انهيار معنويات الافراد الاقرب الى حدود غزة مع القصف الصاروخي -قصير المدى- والذي خلق الرعب في الوحدات الامامية لانقطاع الاتصالات مع قياداتهم الامر الذي دفع بالكثير منهم الى القاء السلاح والتراجع للخلف وترك مواقعهم. الامر الذي سهل للمقاومين بدخول غلاف غزة وبسهولة وهذا ما يسمى بعنصر المفاجئة واستثمار الصدمة الاولى واستثماره في حينه مع تطبيق ما يسمى بمبدأ -الوقت والمسافة - في البعد العملياتي كما ان اختيار حماس لهذا التوقيت في الهجوم وهو صباح يوم السبت وهو يوم عطله بالاساس في اسرائيل واخر يوم من ايام عيد العُرش بالاضافة الى سحب اسرائيل من قواتها سابقاً المتمركزة في غلاف غزة
لتعزيز الامن في الضفة الغربية والقدس تحديدا لعدم الصدام مع الفلسطينين اثناءقيامهم باحتفالاتهم بهذا العيد هناك نقطة مهمه ايضا وهو الفشل الاستخباراتي والمعلوماتي في عدم توقع مثل هكذا هجوم وهذا يعود الى التخطيط السري لحماس واختيار النخبه فقط وعددهم محدود جدا للاطلاع على سيناريو ومراحل هذه العمليه وهنا يكمن سر نجاحها الذي نشاهد ثماره منذ اليوم الاول .نعم لقد نجحت حماس في هذا العمل النوعي وحققت بنجاح كبير ما يسمى ( قوة العجز ، مقابل عجز القوة ) ولا ننسى بانه ومنذ اليوم الاول هناك العديد من اصدقاءاسرائيل تقوم بتزويدها بالصور الجوية عبر الاقمار وتقارير ساعة بساعة عن غزة وكل من يتحرك ع جغرافية غزة لمساعدتها في الخروج من هذا المأزق والذي احرج جيش الاحتلال وانه اقوى جيش في الشرق الاوسط - كما يقال - وانه جيش لا يُقهر . الصدمة التي ينتظرها قادة اسرائيل والداخل الاسرائيلي عندما يتم الكشف فيما بعد عن عددالاسرى الهائل وكبار الضباط والقادة وقوات النخبة وعناصر وقادة من جهاز الشاباك وغيرهم ممن تم اسرهم وهي ورقة الضغط على الساسة الاسرائيليين واحراجهم وهزيمتهم هزيمة نكراء .