10-10-2023 09:22 AM
سرايا - السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب في الـ26 من عمري، وأعاني الآن من حالة لا يعلم بها إلا الله، أعاني دائماً من الحزن الشديد، والقلق الشديد، أشعر دائماً بالإحباط، وعدم الرغبة في العمل نهائياً.
لا أعرف نهائياً كيف أدير عملي، وأشعر بأني غير كفؤ لأي عمل يحتاج إلى تفكير، وعندما تأتيني مهمة جديدة لا أعرف كيف أرتب أموري، وأذهب إلى مكان منعزل، وأبكي لله أن يجعلني من المبدعين والمدبرين الجيدين لأموري في العمل، وفي أي شيء آخر، وأشعر بالضيق الشديد لإحساسي بأني لا أستطيع حله.
أشعر بأن كل شيء خارج قدرتي وإرادتي، ولا أستطيع عمل شيء يغير من حالتي، علماً بأني كنت متفوقاً في الجامعة، وحصلت على رتبة امتياز في الهندسة.
أريد مساعدة أهلي لما أرى عليهم من الهم الشديد، إلا أني أشعر بأني عاجز داخلياً، أريد حقاً مساعدتهم، ودائماً أبكي بيني وبين نفسي، بأني لا أستطيع.
أشعر بالتعب الشديد، والوهن في جسدي، أريد دوما النوم من شدة ما أفكر به، لدرجة أني في وقت العمل لا أريد العمل نهائياً، وأرجو لو أني أستلقي محملاً بهمومي على فراشي.
قبل فترة من ذلك كنت قد أصبت بوسواس قهري، وأخذت بعد ذلك (كورساً) علاجياً، إلا أني قطعته بعد 3 سنين، بسبب الظروف المالية الصعبة، كل يوم أصحو وكأن هموماً كالجبال على عاتقي محملةً بالحزن والخمول الشديد.
عملي يعتمد على المطالعة والبحث الدائم، إلا أني أعاني من هذا الأمر، ويصيبني تعب شديد، أشعر بأن عملي سهل للكثير، ولكنه صعب علي! أريد حقاً أن أكون مبدعاً في أي مجال.
أرجو مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: الحمد لله أنك أكملت دراستك الجامعية بنجاح وتفوق، وهذا فضلٌ من الله؛ لأن غيرك أو بعض زملائك لم يصل لهذه المرحلة، فمنهم من ترك الدراسة في المراحل الدراسية الأولى، ومنهم من تعثّر في المرحلة الجامعية، ومنهم من تخرَّج بدرجةٍ لا تُرضيه.
بما أن تخصصك يُعتبر من التخصصات الهامّة والمعاصرة في هذا الزمان، وعن طريقه يمكن أن تُقدّم إنجازات وفوائد كثيرة للأمّة الإسلامية بصفة خاصة وللعالم أجمع بصفة عامّة؛ فما زال الطريق أمامك، وما زالت الفرص كثيرة، كل ما في الأمر هو إبعاد شبح الحزن واليأس، والبداية في وضع خطط وأهداف جديدة، والعمل على تحقيق هذه الأهداف بالوسائل المتاحة.
هناك الكثير من المبدعين لم يستسلموا، ولم يستكينوا، وفتُحت لهم الآفاق، وحققوا ما يُريدون، وكل مَن سار على الدرب وصل.
أنت لديك قدرات وإمكانيات، تحتاج منك فقط أن تستغلَّها الاستغلال الأمثل، وتوجّهها التوجيه الصحيح، وستنقشع هذه الغمامة، ويُضيءُ الطريق لك، فابدأ بما تستطيعه، وابدأ بالقليل، فقليل مُداوم عليه خيرٌ من كثير مُنقطع، ولا بد أن تضع في ذهنك أن التغيير ممكن، وأن الحال سيتبدّل بأحسن حال، إن شاء الله.
نرشدك بمقابلة طبيب مختص، فربما تكون حالتك محتاجة لتناول بعض العقاقير التي يمكن أن تُساعدك في تعديل المزاج أو تحسينه بصورة أفضل، ولكل داءٍ دواء، فما عليك إلَّا أن تعمل بالأسباب وتتوكل على الله، والزم الاستغفار فإنه يُفرِّج الهموم ويزيل الحزن والضيق بعون الله تعالى، ونتمنّى لك التوفيق والسداد.