11-10-2023 09:02 AM
بقلم : جمال اشتيوي
الجيل العربي الجديد مشبع بالأمل والنصر، ولن يكون مبتلا بالهزيمة، فليس لديه تاريخ من الهزائم في فلسطين، فهو قد عايش بأم عينيه، جسدا وروحا، حروب المقاومة الفلسطينية مع إسرائيل، ورغم ضعف الإمكانيات لم تعترف المقاومة بهزيمة، وردت الصاع صاعين، ولم تنحنِ يوما أمام جبروت الآلة الصهيونية التي بطشت بالأطفال والنساء والشيوخ.
لعل أزمة «الدولة العبرية» تاريخيا مع العرب أن الأردني والفلسطيني والكويتي والعراقي (...) لم يهزموا نفسيا، رغم تفوق جيش الاحتلال تكنولوجيا والذي أدى إلى خسارة الضفة الغربية وسيناء والجولان، فالجرح العربي «النفسي» سرعان ما كان يلتئم، ففي عام 1968 خاض جيشنا العربي معركة الكرامة، ومرغ كبرياء جيش الاحتلال في الوحل، وأعاد للأمة عزتها وكرامتها، فكانت بطولات جيشنا أسطورة نقشت في سجل التاريخ، و كرامة لأمة بعد إذلال.
كل جندي أردني في المعركة كان أسدا في عرينه، عشق الموت ليهب لأمته الحياة، فحينما ودع جنودنا أمهاتهم الى ساحة المعركة أقسموا أن جيش العدو لن يمر، فعادوا لأمهاتهم منتصرين أو شهداء، منتصرين يحملون في أرواحهم فرحة النصر بعد غبار المعركة، فكانت الزغاريد في استقبال المنتصرين وفي زفاف الشهداء بحناء الجدائل، فطوبى للشهداء.
وفي عام 1973 حلت بركة آذار على أكتوبر، فخطط الجيش المصري وعبر قناة السويس، وحقق انتصارا عظيما، ما زال يلهم المقاومة أهمية عنصر المفاجأة والتوقيت.
تاريخ الاحتلال الغربي يؤكد أن الشعوب التي تم احتلالها تحررت رغم أنف المحتل، ولم تنته من الوجود، رغم قسوة الاحتلال، وقد آن الآوان للدولة العبرية أن تجلس مع نفسها القرفصاء، وتجمع رجالات السياسية والفكر لديها، لدراسة التاريخ، لاستخلاص العبر من الاستعمار القديم، فلا فرنسا استطاعت أن تهزم الشعب الجزائري أو التونسي أو المغربي، وكذلك إيطاليا لم تستطع هزيمة الشعبين الليبي أو الصومالي، ولا بريطانيا استطاعت هزيمة الخليج العربي، ومصر، والعراق، والمغرب(...).
الحل الوحيد هو منح الشعب الفلسطيني حقوقه، وحق تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال، وبغير ذلك، فإن الدوامة مستمرة في دورانها، ولن ينعم أحد بالإستقرار ما دام الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، فكل عاقل يدرك أن المعارك تدور دوائرها فالمنتصر اليوم قد يكون مهزوما غدا، لكن الأهم أن الهزيمة لم تكسر قلب العربي وروحه، وبمعنى آخر لم ينهزم نفسيا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-10-2023 09:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |