11-10-2023 09:15 AM
سرايا - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في الثانوية، وستمر أيام الإجازة الصيفية، حيث إنني مقبل في السنة القادمة على امتحان شهادة البكالوريا، وهذا الامتحان يحتاج مني إلى الكثير من الاجتهاد والتفرغ من أجل النجاح.
وقد بدأت منذ فترة في التمارين الرياضية، وكان هدفي الأساسي منها ملء وقت الفراغ، وقد لاحظت نتائج مرضية جداً، وزادت ثقتي بنفسي بشكل كبير.
فهل أتركها بالكلية من أجل التفرغ للدراسة، أم أحاول تحقيق التوازن بين الاثنين؟
مع العلم أني قد فشلت في ذلك، وعاد ذلك بالسلب على نتائجي الدراسية، كما أنني لا أقوم بهذه التمارين إلا حوالي مرةً في الأسبوع، إلا أنها وما يتعلق بها يشغل حيزًا كبيرًا من تفكيري، وكلما شعرت بضعف في مستواي الدراسي، أشعر وكأن اهتمامي بالرياضة هو السبب!
أرجو نصحكم، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به إنه جواد كريم.
الأخ الفاضل: يوم واحد من الرياضة كل أسبوع لا يكفي!
نعم نحن لا نحثك على التوازن وفقط، بل نقول لك: إن الرياضة لم تكن يوماً عائقاً أمام الهدف الصحيح، بل على العكس، فهي معينة له، وشاغلة له عما هو حرام، وما يضر بدنه.
إننا ندعوك إلى ما يلي:
1- وضع أهداف جزئية لأهداف كلية، لا يمكنك أبداً التنازل عنها، كأن تضع هدفاً كلياً وهو مرضاة الله، وهدفاً جزئياً وهو الصلاة في موعدها في المسجد، فإذا تم وضع الهدف الجزئي، فإن كل ما عداه يندرج تحته ولا يعارضه.
مثال آخر: وضعت هدفاً كلياً وهو التفوق في الجامعة، وهدفاً جزئياً وهو المذاكرة أربع ساعات يومياً، فإن هذا الهدف لا يمس، وتبدأ بممارسة رياضتك في غير هذه الأوقات، وستجد عوناً وإعانةً لا محالة.
2- ندعوك إلى وضع الأهداف بعناية حسب مرضاة الله لا مرضاة النفس، والأهداف الجزئية ضعها حسب قدراتك العملية لا حسب آمالك وأمانيك، بهذا تتقدم كل يوم -بإذن الله-.
3- اعلم أن الصاحب ساحب، وأن جيد الأصحاب قليل، فاجتهد أن تتعرف على أصحاب صالحين من أهل المساجد؛ فهؤلاء سيكونون معينين لك على طاعة الله، ولا بأس أن تجمع مع صلاحهم اهتمامهم بما تهتم به من: الرياضة، أو التعليم، أو الفكر، أو ما شابه.
3- احرص أن تختم يومك بمحاسبة دقيقة لما حددته وما فعلته، فإذا وجدت تقصيراً أو نقصاً فاعلم أن مرد ذلك إلى تقصير يجب تداركه وإصلاحه.
وأخيراً: نوصيك بالجمع بين الأمرين وفق ما ذكرناه آنفاً، واستعن بالدعاء واللجوء إلى الله، واعلم أنك معان -بإذن الله- متى صحت نواياك.
نسأل الله لك دوام التوفيق والسداد، والله الموفق.