11-10-2023 05:01 PM
بقلم : لورنس عواد
حين لا يوجد متحدثون رسميون تبقى هنالك أسئلة حول من الذين يمارسون السيطرة على المنابر العامة ، التظاهر تعبير عن الرأي من أجل تحقيق مطلب، وهو أحد أشكال المشاركة السياسية. والتظاهر فعل سياسي جماعي، كما أنه يتطلب تنظيماً وتحديداً للأولويات، وقد يكون هدف التظاهر التأييد أو الاحتجاج ،ومن اهم المواثيق التي نصت على ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والاقتصادية , والاتفاقية الأوربية , والاتفاقية الأمريكية , وكذلك في الميثاق الافريقي . وقد حمى الدستور الاردني ذلك ايضا ، ومن يقرأ ويدقق في المواثيق يتأكد ان هناك إجماع دولي على عدم قانونية التظاهر خارج حدود القانون ، المظاهرات السلمية ليست خروجًا على القانون ولا اعتداءاً على الأملاك الخاصة او العامة التي يحميها القانون الذي حمى الحق بالتظاهر .
من ليس مع أهل غزة ليس منا ، فماذا تريد غزة الان منا ، هل تريد ان نصدح بالأغاني الوطنية والثورية بمسيرات لا تسمن ولا تغني عن جوع لنصرة من هم تحت القصف ، هل تريد رفع صور شهدائها في الشوارع ، هل تريد رفع صور الدمار و وصور الاطفال هل تريد ان ينتشر التخوين بيننا ، هل تريد وقفات احتجاجية هنا وهناك ، بكل تأكيد هي لا تريد ذلك ، ولا تحتاج الى ذلك ، انها تريد ما ينقصها الان ، وعلى رأس إحتياجاتها وقف اطلاق النار ووقف الدمار الذي ينال منها فهنالك بيت يهدم على أهله وسقف يسقط مع كل صاروخ وكل قذيفة تسقط على غزة والصور والفيديوهات المنتشرة والمتداولة ادق بالتعبير، فلقد كانت عملية طوفان الاقصى العسكرية ،التي كانت الملاذ الاخير للإنسداد الافق السياسي على مدار عشر سنوات ماضية ،ما تحتاج منا غزة الان الوقوف خلف القيادة السياسية التي تستطيع بدعمنا لها ان تضغط لوقف إطلاق النار وفتح معبر رفح للمساعدات الانسانية وهذا لا يأتي الا من خلال تغير فكر سياسي لمعظم تلك الدول التي تتبنى الخطاب الاسرائيلي الان ، وحشد دعم دولي ونقل الصوره الحقيقية لواقع غزة اولا وواقع العملية السلمية في الشرق الاوسط ثانيا فلا سلام دون حل شامل وعادل ، فالتغير في المفهوم والفكر الجمعي للمجتمع الغربي يبداء من خلال وقوفنا خلف سياساتنا الخارجية وخلف القيادة .
تريد غزة الان منا نصرتها فلتكن نصرتنا لها كنصرة عمر بن العاص لعمر بن الخطاب في سنوات القحط ، فهذا انفع لأهل غزة من غيره ، فتكلفة الخروج بالمظاهرة لكل مظاهر، أهل غزة أحق بها فصراخنا وسيرنا ووقفاتنا لا تطعمهم ولا تسقيهم ولا تكسوهم .
لورنس عواد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-10-2023 05:01 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |