13-10-2023 12:54 AM
سرايا - تكفي جولة واحدة في شوارع محافظة البلقاء، لمشاهدة أوضاع متردية تعاني منها الشوارع الفرعية والداخلية لصالح الرئيسة، وسط موازنات تعتبرها البلديات وحتى مجلس المحافظة، غير كافية لتغطية ما هو مطلوب منها من مشاريع وخدمات، لا سيما تلك المتعلقة بالبنية التحتية.
مواطنون يؤكدون أن هناك الكثير من الشوارع الداخلية، لم تشهد منذ سنوات طويلة، أي أعمال تعبيد أو صيانة، بالإضافة إلى افتقارها إلى متطلبات السلامة العامة الخاصة بالطرق.
وأشاروا إلى أنه وفي المقابل، هناك تركيز على الشوارع الرئيسة، إلا أن هذا التركيز لا يعني من وجهة نظرهم أنها في أفضل حال، إنما تعد أفضل حال من الشوارع الداخلية بمراحل عديدة.
الخمسيني أبو أيهم الفاعوري الذي يسكن في لواء عين الباشا، يقول إن الأوضاع المتردية للشوارع الداخلية في اللواء، عادة ما تتصدر حديث وشكاوى السكان إلى جانب العديد من القضايا والمطالب الأخرى، مشيرا إلى أن ملف الشوارع تحديدا يبرز كونه يشكل معاناة يومية للسكان، ويتسبب سوء أوضاعها بالعديد من حوادث السير، فضلا عن الأضرار التي تلحق بالمركبات.
وأضاف الفاعوري، أن الكثير من الشوارع الداخلية في اللواء، وتحديدا في المناطق والقرى التابعة له، باتت شبه منسية، ولم تشهد منذ سنوات طوال أي أعمال تعبيد أو حتى تأهيل وصيانة.
وفي لواء ماحص والفحيص، يقول الشاب ماجد نواف، إن أوضاع الشوارع بشكل عام سواء الرئيسة أو الداخلية، ليست كما ينبغي أن تكون عليه من حيث جودتها أو متطلبات السلامة العامة، لكن الأمر أكثر سوءا في الشوارع الداخلية التي تجد فيها انتشارا للحفر أو الهبوطات، فضلا عن انتشار المطبات التي ينشئها سكان بأنفسهم وبشكل عشوائي غير مطابق للشروط والمواصفات المتعلقة بهذا الخصوص.
وقال نواف، إن ما يزيد من سوء أوضاع الشوارع، هو تعرضها لأعمال حفر لغايات إصلاح خطوط مياه على سبيل المثال، أو أعمال لها علاقة بتمديدات الإنترنت والاتصالات، وتركها بلا إعادة تأهيل وصيانة كما يجب.
ولا يختلف الحال بالنسبة للقرى التابعة لمدينة السلط، من وجهة نظر المواطن أبو يوسف قطيشات، الذي يؤكد أن هناك فرقا كبيرا في أوضاع الشوارع الرئيسة مقارنة بالداخلية، لا سيما في القرى والبلدات، التي يعاني سكانها من هذا الأمر، خصوصا في فصل الشتاء التي تتأثر فيه الشوارع بشكل لافت.
وقال إن المشكلة الأبرز فيما يتعلق بالشوارع الداخلية أو الفرعية، هو عدم وجود بديل لأغلبها ليسلكه السائقون، ويضطرون إلى المرور منها رغم خطرها على سلامتهم ومركباتهم بسبب تردي أحوالها. وأضاف قطيشات، أن الجهات المعنية عادة ما تتذرع بضعف المخصصات المالية وعدم كفايتها لتغطية جميع الشوارع، وهو ما يعتبره أمرا لا يعفيها من مسؤولياتها بإيجاد حلول.
من جهتها، قالت مصادر بلدية في المحافظة إن ضعف الموازنات والمخصصات يعد بالفعل عائقا كبيرا أمام قدرة البلديات على إنجاز العديد من المشاريع والخدمات التي تتطلع لها البلدية ويتطلع المواطنون إلى تنفيذها، مشيرين إلى أن الشوارع هي جزء من ذلك ولا يقتصر الأمر عليها فقط.
ووفق المصادر، فإن الدعم المالي الذي يخصصه مجلس المحافظة للبنية التحتية ومنها الشوارع، يسهم إلى حد ما في معالجة المشكلة، لكنه لا ينهيها، خصوصا أن إجراء أعمال تعبيد وصيانة دورية لجميع الشوارع يحتاج إلى كلف مالية باهظة.
وأكدت أن هناك العديد من الشوارع تقع ضمن مسؤولية وزارة الأشغال لا البلديات، مشددة على أن البلديات تقوم وضمن أقصى إمكاناتها بالتعامل مع شارع قد يشكل خطرا على سالكيه، خصوصا في فصل الشتاء التي تكثر فيه التشققات والهبوطات وما شابه.
كما شددت المصادر، على أن البلديات بكل الأحوال لا تهمل الشوارع الفرعية والداخلية بالمطلق، إنما تخصص لها في كل عام ما يمكن من مبالغ مالية، لمتابعة الأكثر تضررا منها على أقل تقدير.
الغد