14-10-2023 02:54 PM
بقلم : المعلمة نسرين أبو الرب
*الصورة الأولى:
وقفتْ عروبة تلملم بقايا جراحها فوق ركام تعب عمرها وتنظر إلى الأفق البعيد لتلمح صقوراً تهبط إلى أرض غزة ،فتضع يدها على جرحها النازف وتصرخ "لكم النصر ولهم الويل والثبور".
*الصورة الثانية:
رشقاتٌ من الصواريخ المليئة بالحقد والموت تهطل فوق غزة فتضيء سماءها وتتهاوى الأبراج والمساكن ،غارات عنيفة زلزلت الأرض ويرتعش بيت "أم نضال" وهي خاشعة في قنوتها الأخيرتناجي ربها "يارب النصر".
*الصورة الثالثة:
بيسان تبحث وسط الركام عن دميتها ...وجدتها..حضنتها..جلست أعلى تل الركام بين راحة البارود والدم وكاأنها تستعد بكل عفوية لصورة تذكارية تتسابق إليها عدسات المصورين.
*الصورة الرابعة:
"جليلة" أمّ الجميع بعد استشهاد أبنائها في العدوان الأخير،بيتها مفتوح في الشجاعية للجميع تُعدّ الطعام وتسند القلوب المكلومة بضمادات الصبر موقنة أن الفجر قادم.
*الصورة الخامسة:
مذياع عتيق في خانيونس وبالتحديد في قهوة أبوعلي يردد أغاني البطولة.أبوعلي وسط صوت القذاف والرصاص "يارب لطفك الليلة كأنها ليلة خانيونس ".
قصفٌ ......شهداء......وطفل رضيع استشهدت أمه وهي ترضعه حليب العزة والبطولة ليوقد مصابيح النصر ويبدد عتمة ليل طال.
*المشهد الختامي:
شاشات تستنكر وتشجب وتندد وهتافات تنادي بالنصر والحرية ورجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه وساروا إلى درب الشهادة وفرشهم من استبرق، والدحنون والعوسج يغطي مداخل غزة ،والصقور تحلق فوقها جباههم وضاءة كالفجر وسواعدهم جبّارة كجبل المكبروقلوبهم نار ولظى مثل جبل النار وبنادق زغردت برصاص الحق .
شهداء....ثكالى....رائحة الدم والموت تتسرب إلى خلايا الدماغ ....آذان الفجر يتعالى من المسجد الأقصى "الله أكبر، الله أكبر".