15-10-2023 08:44 AM
بقلم : جمال اشتيوي
طفل غزي يصرخ بأعلى صوته، باكيا بحرقة وسط الركام والدمار «وين العرب، وين المسلمين، وين؟ بدي العرب يحمونا»، هذا الطفل انتزع قلبي من مكانه، وأحسست بأنني لست إنسانا، ألهذه الدرجة أصابنا العجز؟!، عذرا سيدي الطفل، فلا أحد يكترث بنا، لأننا ضعفاء، مثلك تماما، لا نملك من أمرنا شيئا، أما الغرب فكله موحد خلف إسرائيل مع بعض الاستثناءات، بكل إمكانياتهم، بدباباتهم، بطائراتهم، بأسلحتهم المحرمة، كلهم، اتحدوا ضدك وحدك.
غالبية دول الغرب تناصر «إسرائيل» في حربها ضد الشعب الفلسطيني، وتغض البصر عن حرب إبادة جماعية ينفذها الاحتلال في القطاع، بل وتسارع بالدعم العسكري والمالي باتخاذ مواقف فعلية على أرض الواقع، أفهم أنك لا تعرف بالسياسية، ولا بمصالح الدول، ولا المحاور، ولا الصراع الروسي الصيني – الأميركي، أدرك أنك لا تريد سوى أن تعيش في دفء أمك، لكن الله يريدك أن تكبر أضعاف عمرك، لتفتح عينيك على حقائق مرة ترسم بها طريق المستقبل.
ستسأل نفسك يوما ما، لماذا تقتلنا إسرائيل بوحشية دون أن يتحرك العالم لإيقافها؟، أخبرك منذ الآن، إنهم متوحدون في كل شيء، ونحن متفرقون في كل شيء، ومواقفنا خجولة، ولم نستطع أن تتوحد للآن في موقف تجاه ما يجري من إبادة للشعب الفلسطيني، وإصرار صهيوني على تهجيرهم إلى دول الجوار، وخلق نكبة جديدة على الأرض، تكوينا لسبعين عام جديدة.
لاتصدق سيدي الطفل ما يتشدق به الغرب عن حقوق الإنسان، فحرب غزة مثلت كاشفة للغرب الديمقراطي، وقيمه الحضارية، فهي قيّم تطبق داخل حدوده، أما خارج الحدود فليس هناك كرامة لإنسان عربي أو لأطفاله، سواء كانوا من العراق او ليبيا أو اليمن(...)، وشيء طبيعي قطع الماء والكهرباء وقصف المستشفيات وإزالة أحياء كاملة في غزة، يا الله! كم أنت زائف أيها الغرب، مساحيق المكياج تساقطت.
لم أنتمِ يوما لحزب أو جماعة، لكني أردني عربي، قومي، إسلامي، كأهلي في المحافظات كلها: الكرك، عمان، إربد، الزرقاء، البلقاء، الكرك، المفرق، عمان، الطفيلة، مادبا، جرش، عجلون، العقبة.
نعم كل محافظاتنا تتلاشى بينها الفوارق وتطوى المسافات، وتصبح مع القدس وغزة موحدة في الدم والمصير، عمّان تنزف عيناها دما حزنا عليك، والأردن بأهله وحجارته ورمله وهوائه ومائه معك، لم ولن يتخلَّ عنك، فلا تخشى شيئا، فما زالت أمهات هذا الشعب قادرة على أنجاب رجال خلدهم التاريخ أمثال: حابس المجالي، ومشهور حديثه، كايد مفلح العبيدات، خالد هجهوج المجالي، محمد ضيف الله الهباهبة، بهجت المحيسن، كاسب صفوق الجازي، منصور كريشان، موفق السلطي، إخليف عواد السرحان، عامر خماش وفايز محمود جابر(...).
أرجوك، لا تسألني ماذا سيقولون عن جيلنا عندما نلتقي معا في الآخرة، وبماذا سنجيبهم، عندما يسألوننا لماذا صمتم عن الجريمة، اعتقد أننا سنواري رؤوسنا مرة أخرى في التراب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-10-2023 08:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |