16-10-2023 08:41 AM
بقلم : جمال اشتيوي
«إسرائيل قتلت 700 طفل في غزة، وأصيب 2450 آخرون» و«العدد يرتفع كل ساعة»، هذه الإحصائية صادرة عن منظمة تابعة للأمم المتحدة هي «اليونسيف»، وباعتقادي أن لا أحد يستطيع التشكيك في هذه الأرقام سوى جيش الاحتلال، الذي يبرر قتل الأطفال الفلسطينيين بوجودهم في مناطق القتال، وكأن هذا التبرير الأعرج مقنع لشعوب العالم.
جيش الاحتلال الصهيوني قبل إعلان «اليونسيف» لإحصائياتها كان يستعطف العالم، ويقلب الحقائق ويزورها ويروي سردية كاذبة، ببث تقارير صحفية مفادها أن:» الفلسطينيين قتلوا الأطفال وقطعوا رؤوسهم»، وهو ما أكده وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن بقوله إن:» الحكومة الاسرائيلية عرضت علينا صورا لأطفال رضع مصابين بالرصاص وجنود قطعت رؤوسهم».
وهو أيضا الأمر ذاته، الذي صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة القاها أمام الجالية اليهودية في البيت الأبيض بقوله إنه:» رأى صورا لأطفال مقطوعي الرأس». إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض تراجع عن هذه التصريحات بقوله إن الرئيس الأميركي استند في قوله هذا الى «تقارير إعلامية «وإلى إدعاءات المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلت صحيفة «وشانطن بوست ». كما أشار إلى ان بايدن ومسؤولين أميركيين آخرين لم يروا أو يؤكدوا بشكل مستقل قطع حماس رؤوس أطفال اسرائيليين».
ونشر موقع «إكس «(تويتر سابقا)، مقطع فيديو لمراسلة قناة (آي 24 نيوز» الاسرائيلية تحدثت فيه عن «مقتل 40 طفلا إسرائيليا»، وفبركت شبكة «سي إن إن» فيديو مشابه طلبت فيه الشبكة من المراسلة والمصور بالتظاهر بأنهما تحت خطر صواريخ المقاومة وكأنهما يشعران بالذعر، ناسيا مذيعها أنه يبث على الهواء مباشرة، وهو ما ادى الى افتضاح أمر الشبكة امام جميع المشاهدين.
للأسف غالبية الإعلام الغربي إنحاز بشكل واضح إلى السردية الإسرائيلية في بداية معركة طوفان الأقصى، استنادا إلى التضليل الإعلامي الذي سارعت ببثه وسائل الإعلام الصهيوني، لكن الإعلام الغربي المتورط بجريمتي التزوير والتضليل زحف إلى الخلف، بعدما تم الكشف عن زيف هذه التقارير وليس نزاهة منه.
نلاحظ أن وسائل الإعلام الغربية المتورطة في التزوير والتضليل الإعلامي للشعوب استندت في روايتها للسردية الاسرائيلية، وهذا يظهر مدى نفوذ دولة الاحتلال وطول يدها في أميركا وأوروبا بالسيطرة على الإعلام وتطويعه لخدمة قضاياها.
يدرك الاحتلال أن الفوز بالمعركة الإعلامية ضرورة في هذه الحرب وأي حرب أخرى، لأن الإعلام يسيطرعلى العقول في العالم ويغسل الأدمغة، ولذلك حرص تاريخيا على بناء منظومة إعلامية قوية داخل اسرائيل وخارجها للتأثير في القرار العالمي وتشكيله بالطريقة التي يريدها.
عربيا لدينا أزمة متجذرة في إدارة ملف الإعلام، ويزداد تعمقها يوما بعد يوم، إثر غياب التخطيط الاستراتيجي للإعلام، وأهدافه، فهم يستخدمونه كسلاح مؤثر وفاعل على الأرض، ونحن نستخدمه كبرستيج وفضلة حياتية، هم ينفقون عليه المليارات ونحن نشح عليه، هذا الإعلام الذي يكتب التاريخ والحاضر والمستقبل، نحن عنه معرضون.
ما ظهر من تأثير مفزع للإعلام في طوفان غزة حري به أن يشكل لنا صدمة تجعلنا نستفيق من نومنا العميق، فالإعلام يبني دولا ويهدم أخرى، وإغفاله كارثة لا يدرك غالبيتنا خطورتها وأهميتها إلا عندما تشتد المحن، وفي الليلة الظلماء يفتقد الإعلام، وليس البدر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-10-2023 08:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |