16-10-2023 08:49 AM
بقلم : سهير بشناق
لم نعد قادرين ان نحزن اكثر ولا نملك نحن كأفراد وعاشقين لفلسطين وقضيتها التي منذ ان بدأنا نتعرف على الحياة وهي تسكننا
لا نملك سوى ان يكبر حزننا يوما تلو الاخر ونحن نشهد على كل هذا الالم والوجع والدمار الذي تشهده غزة واهلها.
ونعلم جيدا ان حزننا لا يغير حال ولا يعيد ابن لامه ولا طفل لبيته ولا يبدد الخوف ورائحة الموت التي تحيط بهم.
ونعلم ان احزاننا لن تعيد لهم بيوتهم التي تهاوت امامهم وعلي اجسادهم واننا نحزن ونحن نشاهد ذاك الدمار على شاشات التلفاز وهم الذين يتالمون ويعانون ويخسرون حياتهم وامنهم.
ولكننا لا نملك سوى ان نحزن ويبدو لنا حزننا صغيرا جدا امام كل ما يعيشه اليوم اهل غزة وكل فلسطين ونعلم انهم لا ينتظرون بعد اليوم حزننا ولا تعاطفنا معهم وهم يصارعون الحياة وان عاشوا بها ستكون حياه اقرب للموت.
نحن لا نملك سوى الحزن وهم لم يعد امام هذا الدمار وتلك الحياة وهذا القهر والظلم يقنعهم حزننا.
بات لهم حزن ناقص لا يعيد لهم احلامهم ولا يبدد دموع اطفالهم ولا يشفي اجسادهم من وجعها ولا يمنحهم امال بان تتوقف معاناتهم ويستعيدوا حياتهم ولو لم تكن يوما كالحياة التي يستحقونها.
انهم يستحقون اكثر بكثير من حزن لن يعير حالهم ويوقف معاناتهم الكبيره ليرددوا كل يوم وماذا بعد؟
هل سيبقي العالم يتابع موتنا والمنا وجوع اطفالنا وصراخ امهاتنا وضياع حقوقنا وانتهاك كرامتنا ووجودنا؟
تلك تساؤلات هي اليوم الحق الشرعي الوحيد الذي يحق لكل ابناء غزة ان يرفعوه بوجه العالم بأسره مطالبين باكثر من حزن واكثر من تعاطف لن يعيد لهم امنهم ويسد جوع اطفالهم ويشفي قلوب امهات تغقد ابنائها كل يوم.
غزه نعتذر اليوم وغدا وكل يوم لاننا لا نملك سوى ان نحزن ونقفل باخر المساء شاشات التلفاز على امل ان نعود باليوم التالي لمتابعه اخباركم واوجاعكم ونردد «الذي يحدث ظلم»
ولربما اكتفاؤنا بالحزن ظلم اخر يضاف لاحزانهم والظلم قهر لا يضاهيه شيء بالحياة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-10-2023 08:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |