17-10-2023 12:48 PM
بقلم : د. فارس فلاح العطين بني خالد
منذ هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر 2023 والدبلوماسية الاردنية في حِراك سياسي مستمر يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم من خلال اللقاءات الرسمية مع قادة الدول المعنية في هذا الصراع العربي - الاسرائيلي وكذلك اجراء اتصالات عديدة وعلى مختلف المستويات وعمان تترقب خلال الايام القادمة زيارة للرئيس الاميركي جون بايدن لعمان ولقاء كل من الرئيسين المصري والفلسطيني في عمان لمحاولة التوصل الى تفاهمات بخصوص الصراع الاسرائيلي مع حماس ومحاولة خفض التصعيد وعدم توسع الصراع وجر المنطقة الى حرب واسعة وقد يتخذ هذا الشكل للصراع الشكل الاقليمي وهذا ما حذرت منه موسكو مؤخراً مع ارتفاع وتيرة الخطاب الايراني والطلب من جميع وكلاء ايران في المنطقة بالوقوف على اهبة الاستعداد والتدخل حال تجاوزت اسرائيل الخطوط الحمراء التي وضعتها ايران فيما يتعلق بالاستمرار في قصف إسرائيل لقطاع غزة
والدخول في اجتياح بري عسكري للقطاع علماً بان الداخل الاسرائيلي منقسم على نفسه فيما يتعلق بخوض إسرائيل قتال بري مع حركة حماس لانها مغامرة محفوفة بالمخاطر ومصيرها الفشل ولن يكون هناك رابح او منتصر في هذا القتال البري بل ستتكبد اسرائيل خسائر كبيرة بالقوى البشرية والمعدات القتالية لانها ستقاتل خارج ارضها وهي على يقين بان هناك مدينة اسفل مدينة في غزة من شبكة الانفاق الكبيرة التي اقامتها حماس منذ عام 2014
اضافة الى الحالة المعنوية المتدنية للجنود والقادة الاسرائيليين من تبعات الهجوم عليهم من قبل حماس في السابع من الشهر الجاري يضاف الى ذلك الاستعداد التام من قبل حماس والمعنويات العالية جدا التي يتمتع فيها مقاتلي حماس ودفاعهم عن الارض والعرض وامتلاكهم ورقة ضغط كبيرة تتمثل بالاسرى والمحتجزين الاجانب والعدد يتجاوز 250
ناهيك عن تسخين الجبهة الشمالية وهي الجبهة المزعجة لاسرائيل ولكل الداعمين وقد اعلنوا ذلك مراراً وتكراراً لان ذلك سيؤدي الى تشتيت الجهد وانقسام للداخل الاسرائيلي والذي هو في الاساس منقسم على نفسه بسبب الفشل الذريع سياسيا وامنيا وعسكريا للقيادة الاسرائيلية في هذا الوقت اضافة الى الاعلام الفوضوي الذي تعيشه اسرائيل وخداع المجتمع الاسرائيلي وكذلك العالم اجمع والذي كشف هذا الخداع الاسرائيلي مما ادى الى تغيير موقف العديد من الدول الداعمة لاسرائيل وكذلك سلوك اسرائيل في القصف الجوي والبري والبحري لقطاع غزة وسقوط ما يقارب 3000 شهيد و 11000 مصاب يتجاوز نصف هذا الرقم من الاطفال والنساء .
نتطلع ان يكون هناك قرار لادخال المساعدات الانسانية العاجلة اليوم قبل زيارة ألرئيس الامريكي للمنطقة وهذا ما يتطلع له الساسة الامريكان لمحاولة امتصاص الغضب العربي والاسلامي. من الموقف الامريكي وبعض الدول الغربية من الانحياز التام لاسرائيل .